قال عبد الملك الحسيني، المحلل السياسي العراقي في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الأحد، "اليوم المتظاهرين هم الأكثر ثباتا والأعلى صوتا، لأن الشعب لا يخرج للتظاهر إلا بعد تراكم الأزمات والضغوطات وانعدام الحلول لمشاكله، ولم يبقى أمام هذه الحكومة أية فرصة لمحاورة الجماهير الغاضبة".
وأشار إلى أن "الحكومة العراقية تعيش اليوم أضعف حالاتها في مواجهة موجة الاحتجاجات العارمة والتي تعد الأقوى قياسا بالتظاهرات التي سبقتها، واستخدام القوة لتحجيم التظاهرات وإضعافها ستكون له انعكاسات خطيرة وهو بحد ذاته لا يعكس قوة الحكومة بقدر ما يعكس وحشيتها ومخالفتها لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين النافذة التي تتيح للمواطن حرية التعبير عن الرأي المكفولة دستوريا".
وأوضح الحسيني أن هناك قضية أخرى دفعت المواطن العراقي للخروج ورفع صوته بوجه الحكومة وهو الوضع العالم للبلد، في ظل هذا الواقع الذي لم يعد للعراق دور في محيطه الإقليمي والدولي، وتحول إلى بلد تابع ومنزوع السيادة تتجاذبه الأطراف الإقليمية والدولية وبات المواطن العراقي يشعر بالخجل أمام العالم وهو يعيش حالة من الصراع النفسي والخذلان وهو يرى بلده على هذه الشاكلة.
وأضاف "العراق تحول إلى بلد ممزق وليس له بوصلة، وغير قادر على اتخاذ قرار وطني موحد بسبب انشغال أحزاب السلطة في استثمار الوقت من أجل حصد المزيد من المكاسب المادية ومناصب الدرجات الخاصة بدلا من استثماره في تقديم المنجز وخلق فرص عمل للخريجين والعاطلين".
ويشهد العراق منذ الثلاثاء الماضي الأول من أكتوبر/ تشرين أول الجاري تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وأكثر من 10 محافظات أخرى للمطالبة برحيل حكومة عادل عبد المهدي والتي أكملت عامها الأول دون أن يشعر المواطن بأي تحسن كما يقول النشطاء، وقد واجهت القوات الأمنية التظاهرات بالغاز والرصاص المطاطي، إلا أن المتظاهرين يقولون أنها استخدمت القناصة والرصاص الحي ما أودى بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن، وأكثر من 4000 مصاب، وسط غضب شعبي متصاعد وارتفاع سقف المطالب.