قطع طرق وإشكالات
حالة غضب الشارع ترجمت من خلال الإشكال الأمني بين عناصر من الجيش ومحتجين أثناء محاولتهم قطع طريق الكولا في بيروت بحيث حصلت مواجهات استمرت لحوالي الساعتين بين المحتجين الذين رشقوا القوى الأمنية بالحجارة بعد أن فتح الجيش الطريق بالقوة.
إقفال الطرقات في أغلب المناطق اللبنانية متواصل حتى الساعة حتى أن بعض المحتجين أقفلوا العديد من الطرقات بالإطارات المشتعلة والعوائق الإسمنتية.
وينفذ عدد من المتظاهرين اعتصاما على طريق القصر الجمهوري في بعبدا، وقد طالب المعتصمون البدء بالاستشارات النيابية سريعا لتكليف شخصية حيادية لتشكيل حكومة تكنوقراط.
فوضى لن يسلم منها أحد
يقول النائب قاسم هاشم لـ"سبوتنيك" إن الخشية من البداية كانت من تطور الأمور بالاتجاه السلبي وتصل إلى ما وصلت إليه بالأمس، لأن ما نشهده في الفترة الأخيرة من أمور تجاوزت كل الحدود في موضوع قطع الطرقات وما رافقه كان ينذر بتطورات سلبية لأنه لا يجوز تحت أي مبرر منع المحتجين من التظاهر والتعبير عن رأيهم وكذلك قطع الطرقات على أناس آخرين".
وأشار إلى أن ما حصل بالأمس هو ما كان يتم التحذير منه، الوضع ليس بالإطار الذي من الممكن أن يركن إليه إذا ما استمر على هذا النحو ولا بد من السير بمعالجة الأمر بالإطار السياسي وبشكل سريع لتفادي الأسوأ وكي لا تأخذنا التطورات اللاحقة إلى مرحلة لا يحمد عقباها وإلى حال من الفوضى لن يسلم منها أحد".
دعوات للاعتصامات في الساحات
قال رباح مداح منسق في هيئة تنسيق الثورة لـ"سبوتنيك" إن "إقفال الطرقات رد فعل عفوي وطبيعي على بيان رئيس الجمهورية".
وطالب مداح "بإبقاء الطرقات الفرعية كلها مفتوحة لأن الناس غير مذنبة ونفضل الاتجاه إلى المؤسسات العامة للاعتصام بشكل مختلف، ولكن بما أنهم نزلوا إلى الطرقات يجب أن يفتحوا مجال للعسكر والدفاع المدني والحالات الخاصة، وعدم استخدام الدواليب لقطع الشارع لأنها مضرة للبيئة".
وأشار إلى أن الموضوع غير خارج عن السيطرة، هناك ردة فعل وندعو إلى الاعتصام بكل الساحات بشكل سلمي، ونحن نتخوف من تدهور الوضع إلى إشكال أمني يجرنا إلى مكان لا نريده".
وشدد مداح على أن الثوار يفهمون المخاطر وهذه حركة عفوية شعبية غير مسيسية، داعياً أحزاب السلطة لعدم التدخل بالموضوع.
ردود الفعل السياسية
وفور مقتل الشاب علاء أبو فرج توجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى المشفى الذي نقل إليه القتيل، وخطب بجموع المحتشدين هناك وأكد أن "لا ملجأ لنا إلا الدولة على الرغم من المصاب الأليم".
في المقابل أصدر رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بيانا عزى فيه بالشاب أبو فرج ونوّه بكلمة جنبلاط وطلب من الجيش اللبناني تسيير أمور المواطنين وحماية المتظاهرين.
في المقابل أعلن الوزير رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال إرسلان استنكاره للحادثة المؤسفة والأليمة التي أدت إلى "استشهاد الشاب علاء أبو فخر" وتقدم من ذويه بأحر التعازي، داعيا الجميع للاحتكام إلى الدولة، والتزام الهدوء والتعقّل، "درءاً للفتنة التي نرفضها جميعًا بكل أشكالها".
وأضاف: "على الدولة والقضاء العسكري أن يتحرّكوا فوراً لكشف ملابسات حادثة استشهاد علاء أبو فخر خاصة، وأن قاتله كان معروفاً بأدائه المشبوه وبدورنا نبّهنا المعنيين من خطورة وجوده في هذا الموقع منذ أشهر طويلة".
ولا تزال الطبقة السياسية غير قادرة على التوافق على صيغة للحكومة الجديدة، خصوصا أن مطالب الشارع هي حكومة تكنوقراط بعيدة عن الأحزاب السياسية الحاكمة حاليا.
