وقال الفرزلي من "زاوية تقييم شخصي أعتقد أنها عملية انتقامية، لأن الرجل مثل محور في صراع كبير في المنطقة مع تيارات متطرفة وضد فوضى كانت تصنعها هذه التيارات، دينيا تعميم ما سمي الفوضى الخلاقة وبخلق نظام إقليمي جديد على حد تعبير المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، ففشل هذا المشروع الذي كان أحد رموزه هذا الإنسان وبالتالي لبس هذا القرار لبوس شخصي انتقامي، بدليل على أنه يوضع ويثمر في مسار عملية انتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف الفرزلي قائلا:"إذا قرأنا الموضوع من زاوية النتائج المترتبة على هذا القرار أرى أن السلبيات أكثر من الإيجابيات، اغتيال هذا الشخص لن يوقف مسيرة قادها هذا الشخص لأنه تعودنا عندما يسقط عمل في حراك كبير من هذا النوع يكون هناك شخصيات مؤهلة لكي تلعب نفس الدور قد لا تكون بنفس الاتقان وقد تكون أكثر".
وأشار الفرزلي أنه "إذا كانت هذه المعركة ستستمر ومقومات ما يمثل السليماني مستمرة إذاً أعتقد أن العملية لم تحقق الغاية المرجوة على المستوى الاستراتيجي لأن السليماني هو شخص في ماكينة كبيرة جدا ومحور، ودولة اسمها إيران تدعم هذا الشخص".
ورأى الفرزلي أن هذا "الاغتيال لن يؤدي إلا إلى مزيد من انتاج عداء وتصميم على المضي قدما في ما كان يمثله ويحاول أن يحققه والدليل على ذلك ردة الفعل العراقية، وكانت التناقضات كثيرة في العراق وكانت قد بلغت عمقها في الآونة الأخيرة والسؤال المطروح الآن إذا كان وزير الخارجية الامريكي استطاع أن يقف بقوة ويقول هناك ثورة شعبية على إيران في العراق هل يستطيع اليوم أن يقول هناك ثورة شعبية على إيران في العراق أو هناك ثورة شعبية على أمريكا في العراق؟ من هنا المعيار الذي نقيم فيه العمل ونتائجه".
ولفت الفرزلي إلى "أن الرد الأولي متوقف على كيفية إدارة الصراع في العراق بوجود الولايات المتحدة الامريكية، هل ستخاض معركة إخراج أمريكا من العراق، لأن إخراجها من العراق يعني إخراجها من منطقة واسعة جدا من المنطقة، أعتقد أن المكان الطبيعي للرد هو العراق وسوريا، ولكن العراق بشكل رئيسي لأن العراق هو الذي يمثل الانتداب الجغرافي المهم والاستراتيجي لإيران لذلك أعتقد الرد سيكون في العراق وليس هناك رد مباشر وتحت وطاة ردة الفعل، هذا طبع الإيرانيين بشكل عام وأعتقد أنه سيؤدي إلى مفاوضات قد تسهم بتعجيل منحى التصاعد وانهيار الوضع".
وحول تداعيات هذا الاغتيال على الساحة اللبنانية قال الفرزلي:"لا أعتقد أن التداعيات على لبنان ستكون سلبية بمعنى النتائج الأمنية أعتقد أن كل الاطراف مدركة للمخاطر المترتبة عن الفعل وردات الفعل وخصصوصاً قيادة المقاومة لها حسابات استراتيجية ودقيقة، وطبعاً سيكون هناك مزيد من التشدد من المقاومة باتجاه السياسة الخارجية ما عدا ذلك لا أعتقد أن هناك أي ردة فعل لها طابع على مستوى تدهور الوضع الأمني في لبنان".
