تساقطت الثلوج في عموم محافظات العراق، في الوسط، والجنوب عدا الواقعة في الأقصى بمحاذاة الخليج، بعد يومين من البرد القارص الذي بدأ فيه الثلج بالنزول أكثر فأكثر، في محافظات إقليم كردستان، حيث تسبب بقطع الطرق، وتعطيل الدوام الرسمي وسط توافد سياحي كبير من مختلف مدن البلاد للتمتع بهذه الأجواء الثلجية.
بعد مدن إقليم كردستان التي كساها الثلج منذ أواخر العام الماضي، شهدت محافظة نينوى، ومركزها الموصل، تساقطا للثلوج لأول مرة منذ 12 عاماً، قبل نحو يومين، ليشارك سكانها الصور، والفيديوهات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توثقت هذا الحدث النادر للعراق.
حتى حل صباح اليوم الثلاثاء، لتتساقط الثلوج بغزارة في عموم مناطق العاصمة بغداد بجانبيها الكرخ، والرصافة، ومدن حزامها، لأول مرة في التاريخ منذ زمن بعيد، لتغطي الأشجار، والنخيل، وشرف الشقق السكنية، والبيوت، وباحاتها، ما دفع الكثير من المواطنين النزول إلى الشارع، وصنع كرات، ورجال الثلج بما يماثل ما يروه في الأعمال السينمائية، وأفلام الكارتون، والتلفزيون.
كما تساقطت الثلوج في محافظات، صلاح الدين، وكركوك، وديالى، والأنبار، وكربلاء، وبابل، ومدن أخرى من الوسط، فيما تسلل البرد فقط من بين الشناشيل العريقة إلى البصرة التي لم تشهد "الوفر" ما دعا سكانها إلى إطلاق دعوات من المرح يطالبون فيها باقي أهالي المدن إلى مدهم بالثلوج.
وكذلك غطى الثلج خيم الاعتصام في ساحة التحرير، ومبنى المطعم التركي، وسط رقصات أداها المتظاهرون وهو يلتحفون بالأغطية السميكة "البطانيات" في تحد ضد البرد، معلنين استمرارهم في الاحتجاج على الرغم من انخفاض دراجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وصولا إلى نزول الثلوج.
وكتب المتظاهرون على الثلج، عباراتهم الشهيرة التي تستمر بها ثورتهم منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، ومنها : نريد وطن، ونازل أخذ حقي لحين تلبية المطالب التي لم تنل الاستجابة بعد.
وامتزجت رائحة الثلج الغربية بالنسبة للعراقيين، مع الدخان الناعم المنساب من عربات بيع أكلات "الشلغم"، والـ"لبلبي المصنوع من الحمص"، الأكلتان الشتويتان، اللتان تباعان بسعر لا يتجاوز الألف دينار عراقي للـ"كاسة" الواحدة، فيما حرصت الكثير من الأمهات على صنع الأكلات التي تمنح الكثير من الدفء لأطفالهن وعائلاتهن، وعلى رأسها "مرق السنبانخ" مع الرز الأبيض، وحساء "الماش" أحد أنواع البقوليات، وكبة الحامض، والأخرى المعمولة مع الحامض شلغم.
