"القاعدة والتركستان والألبان" يرفضون اتفاق إدلب ويكمنون لدوريات المراقبة على الطريق الدولي (إم 4)

© Sputnik . Михаил Алаеддин / الانتقال إلى بنك الصورجندي من الشرطة العسكرية الروسية يقوم بدوريات في المنطقة القريبة من بلدة سراقب التي حررتها القوات الحكومية السورية في محافظة إدلب في سوريا
جندي من الشرطة العسكرية الروسية يقوم بدوريات في المنطقة القريبة من بلدة سراقب التي حررتها القوات الحكومية السورية في محافظة إدلب في سوريا - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
أجمعت قيادات "النصرة" و"داعش" و"التركستان الصينيين" وجماعات مسلحة أخرى على رفض اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب، ودفعت بتعزيزات تضم صواريخ مضادة للدروع وبالمئات من مقاتليها إلى الطريق الدولي "حلب- اللاذقية M4"، كما أعطت أوامر باستهداف أي دورية روسية تحاول عبور الطريق المذكور.

وأكدت مصادر محلية في ريف إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن المئات من مسلحي "أنصار التوحيد" الواجهة الحالية لتنظيم "داعش" الإرهابي في إدلب، ومسلحي "الحزب الاسلامي التركستاني" وصلوا إلى عدة نقاط على محور طريق "M4" يوم أمس الاثنين.

وأضافت المصادر أن عملية نقل التعزيزات العسكرية هذه تمت بعد اجتماع ضم قياديين في "هيئة تحرير الشام" و"الحزب الاسلامي التركستاني" إضافة إلى قيادات من فصائل مسلحة أخرى بينها "جماعة الألبان" التي تتخذ من ريف اللاذقية الشمالي مجاورة لها مع "التركستان الصينيين"، وتم الإجماع على رفض اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي توصلت إليه روسيا وتركيا في موسكو يوم 5 مارس/ آذار الجاري، والذي ينص على تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على الطريق المذكور.

جزء من طريق حلب اللاذقية بعد تحريره - سبوتنيك عربي
"سبوتنيك" ترصد آخر نقاط السيطرة السورية عند الطرف الساحلي لطريق (M4)... فيديو

وأضافت المصادر أن المجموعات المسلحة قامت، صباح يوم أمس الاثنين، بقطع الطريق الدولي حلب اللاذقية في عدة نقاط بالسواتر الترابية بواسطة جرافات، إضافة إلى قيام المسلحين بنشر "مسامير حديدية" على كامل الطريق لإعاقة تقدم الدوريات الروسية التركية المشتركة.

وأكدت المصادر أن قياديين في هيئة تحرير الشام أعطوا تعليمات باستهداف أي آلية روسية تحاول الإقتراب من محور الطريق الدولي "M4"، حيث تم نشر صواريخ مضادة للدروع على جانبي الطريق في مواقع محمبل وأريحا وسرمين.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الأحد الماضي، عن تسيير أول دورية مشتركة مع تركيا على جانب من طريق "M4" الدولي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، تنفيذا للاتفاق الروسي التركي حول إدلب، لكنها أشارت إلى اختصار مسار الدورية، بسبب استفزازات من قبل تشكيلات إرهابية، وأكدت الوزارة بأنه تم تقليص مسار الدوريات منعا لحوادث يمكن أن تودي بحياة بعض السكان المحليين، بسبب محاولة الإرهابيين اتخاذ المدنيين كدروع بشرية لها، من ضمن الاستفزازات التي تخطط لها هذه المجموعات الإرهابية.

ويعد "أنصار التوحيد" الاسم الأحدث لتنظيم "جند الأقصى" الداعشي الذي كان ينشط في ريف حماة الشرقي قبل دحره من المنطقة على يد الجيش السوري، وكان يقوده الإرهابي الشهير فلسطيني الجنسية (أبو عبد العزيز القطري)، الذي قتل لاحقا بظروف غامضة، وقام تنظيم "حراس الدين" المبايع لتنظيم القاعدة نهاية العام 2018 بدمج مقاتلي"أنصار التوحيد" المتحدرين من جنسيات خليجية وعربية وشمال أفريقية، في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، فيما تم دمج داعشيين آخرين من "أنصار التوحيد" ممن يتحدرون من آسيا الوسطى، على الجبهات التي يسيطر عليها "الحزب الإسلامي التركستاني" في ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.

ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا، حيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا).

جندي من الشرطة العسكرية الروسية يقوم بدوريات في المنطقة القريبة من بلدة سراقب التي حررتها القوات الحكومية السورية في محافظة إدلب في سوريا - سبوتنيك عربي
الدفاع التركية: تسيير أول دورية مشتركة مع روسيا في إدلب بحسب اتفاق موسكو

وعرف الحزب الإسلامي "التركستاني" في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية. 

ويعد تنظيم (جماعة الألبان) رأس حربة "الجهاد الأوروبي" في سوريا، وهو يتشارك قاعدته الجغرافية مع تنظيمات أخرى تدين بالقومية التركية بريفي إدلب واللاذقية.

وتأسست الجماعة التي تتسم بـ "صفائها العرقي"، ضمن إطار تنظيمي مستقل في النصف الثاني من 2017، ويصنف "اميرها" المدعو "أبو قتادة الألباني"، واسمه الحقيقي عبدول جشاري، كأخطر الإرهابيين النشطين في سوريا، وقد كانت وزارة الخزانة الأميركية أدرجته على لوائحها السوداء أواخر 2016، إلى جوار كلّ من السعودي عبد الله المحيسني، والسوري أبو مالك التلي، والأردني أشرف أحمد العلاق.

والتحق الإرهابيون الألبان الذين كانوا يقاتلون في تنظيم "داعش" شمال وشمال شرق سوريا، بـ "جماعة الألبان" شمال غرب البلاد نهاية العام 2019 وعبر مسارات متعددة، فيما التحق ذوي جنسيات أخرى في ذلك الحين بتنظيمي "أنصار التوحيد" و"حرّاس الدين" و"كتيبة الإمام البخاري"، كل حسب قوميته وجنسيته.

وتنشط "جماعة الألبان" في محيط مرتفعات "كباني" الاستراتيجية بريف اللاذقية الشمالي وصولا إلى الريف الجنوبي لمدينة جسر الشعور، ويتركز نشاطها الأساسي على عمليات القنص والرصد نظرا من لما تمتلكه الجماعة من قدرات استثنائية على هذا الصعيد.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала