ما يعرف بـ"بلاغ التغيب"، يقدمه أولياء أمور إلى السلطات الأمنية في حال تغيب ابنتهم عن البيت، ولم يكن يقتصر الأمر على الاختفاء، بل كان يقبل البلاغ حتى في حال لو كان مكانها معلوما، وهو ما كان يمنع حتى السيدات المطلقات من العيش مع أبنائهم خارج منزل العائلة.
وبحسب من تحدثن لـ"سبوتنيك"، كان من الممكن أن يؤدي البلاغ لإعادة المرأة، وفي بعض الحالات تودع في "دار رعاية"، إلا أن قرار المحكمة لا يمثل إسقاط القانون.
وتقول الدكتورة لمياء البراهيم استشارية الأسرة والمجتمع بالسعودية، إن هناك توجيهات بعدم استقبال قضايا التغيب بشكل عشوائي.
#القضاء_يسقط_التغيب
— fawaz_prince ❤️MBN❤️ (@fawaz_princa) July 14, 2020
اي فتاه عمرها ١٨ ومافوق لها الحريه التامه بالاستقلاليه والسكن بلي مدينه لوحدها. pic.twitter.com/U9gwoVVFF0
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنه لا يتم استقبال الدعوات بشكل عشوائي، ويتم التواصل مع شخصية الغائبة لمعرفة أسباب الغياب.
وأوضحت أنه في السابق كان يتم التحفظ على شخصية الغائب، وهو ما أضر بالبعض، ولم يستطعن السكن بشقة مستقلة رغم قدرتها المالية، إلا أن الأهل يريدون الاستفادة من راتبها ودخلها المادي.
وأشارت إلى أن "هذه الخطوة تهدف لتجنب المرأة الصدام مع أهلها في المحاكم والصراعات المترتبة على العمل، خاصة في ظل التمكين وخروجها للعمل".
#القضاء_يسقط_التغيب
— ﮼سمو﮼آل ﮼زايد (@s____197) July 15, 2020
" سقط أو لم يٌسقط
أنا في ذرى أبوي البس العز ملباس " pic.twitter.com/8MBVedWFZV
وترى أن "التخوفات ارتبطت دائما بمعظم القرارات إلا أنه بعد التطبيق اكتشفنا أن التجاوزات قليلة، وهناك قوانين تطبق على هذا الأمر".
وذكرت أن "الأصل في القرار هو استقلال المرأة، وأن يكون للشخص حرية الاختيار في السكن والعمل، وأن الاستثناءات هي التي تحتاج لقوانين وليس العكس".
من ناحيتها قالت أمل الهزاني الكاتبة السعودية، إن الخطوة تاريخية بالنسبة للمرأة السعودية والمجتمع السعودي.
#القضاء_يسقط_التغيب
— وش سالفة الهاشتاق (@Salfhtag) July 15, 2020
أطلق المحامي عبدالرحمن اللاحم الهاشتاق وأكد فيه بأن استقلال المرأة البالغة العاقلة في منزل مستقل لا يُعّد تغيباً يعرضها للعقوبة، بعدما حكم القضاء في قضية تغيّب لصالح موكلته. pic.twitter.com/6XYL2WH0X2
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن "الخطوة إضافة مهمة إلى ملف تمكين المرأة، لأنه يُقر باستقلاليتها مثلها مثل الرجل، ويكفل لها حرية القرار في أي أرض، وحرية القرار في مواقفها".
وترى أن "التغيب سقط بقرار النيابة العامة، حيث وجهت مراكز الشرطة بعدم استقبال شكاوى التغيب، حسب تأكيدها".
وشددت على أن "الخطوة تصوب ما كان خطأ، باعتبار المرأة البالغة الراشدة قاصرا، واليوم أصبحت تتحمل مسؤولية قرارها ونفسها طالما بلغت السن القانونية".
ووصف المحامي عبد الرحمن اللاحم، الذي تولى القضية، الحكم بالـ "تاريخي"، وقال إنه "ينهي قصصا مأساوية للنساء".
الحمدلله
— عبدالرحمن اللاحم (@allahim) July 14, 2020
اليوم صدر حكم(تاريخي)بشأن قضية تغيب كان لنا الشرف في إدارتها ؛يؤكد أن استقلال المرأة العاقلة البالغة في منزل مستقل ؛ ليست جريمة تستحق التعزير 👌👌
أنا في غاية السعادة لهذا الحكم الذي ينهي قصص مأساوية للنساء .
تحية للسيدة التي دافعت عن حقها بالقانون.#القضاء_يسقط_التغيب pic.twitter.com/2FvchU0mhE
وفي السياق، تفاعل الآلاف من المغردين حول الأمر بين الترحيب بالخطوة، ومن يراها غير جيدة وقد تشجع على مخالفات بعينها.
#القضاء_يسقط_التغيب إن صح هذا القرار فأن الدولة وكلت الشؤون العائلية لأصحابها.
— Mickey (@alteasali) July 18, 2020
فالرجل الحكيم لن يلجأ للقضاء لحل أمور أسرية داخلية، والابن البار لن ينتظر من والديه أن يغدقوا عليه، والابنة العفيفة لم تكن بلاغات التغيب الرادع لها من الخروج.