القاهرة- سبوتنيك. البداية كانت في الشرق، حيث جنحت سفينة الحاويات العملاقة إيفير جيفين في الممر الملاحي لقناة السويس، وكان الحظ السيئ حليفها، فجنوحها حدث خلال طقس سيء جعل عملية إنقاذها صعبة، ولكن لم يكن ذلك كل الحظ السيئ، فالحادث وقع في القطاع الجنوبي للقناة، بعيدا عن التوسعات الحديثة في الممر الملاحي وبعيدا عن منطقة البحيرات.
كانت النتيجة المباشرة للحادث هو توقف الممر الملاحي للقناة، لتتحول الكارثة فورا من محلية إلى عالمية، فتصطف السفن على مدخلي القناة الشمالي والجنوبي بالمئات في انتظار حل الأزمة والمرور في القناة التي يمر بها 10 بالمئة من حجم التجارة العالمية و12 بالمئة من حجم تجارة البترول العالمية.
وبينما تكافح كافة الجهات المصرية لحل أزمة قناة السويس تضرب كارثة أخرى الجنوب بتصادم قطارين في صعيد مصر يذهب ضحيته 19 شخصا وأكثر من 180 مصابا، ورغم عدم انتهاء التحقيقات في الحادث بعد، إلا أنه نتج عن اصطدام قطار قادم من الأسكندرية إلى أسوان بآخر متوقف على نفس الطريق، وتتراوح الاحتمالات، حتى الآن، بين استخدام مجهولين لمكابح الطوارئ في عربات القطار المتوقف، أو غياب السائق عن القطار وفرار مساعده أثناء الحادث.
الحادث الذي هز مصر ظهر يوم الجمعة الماضية أزاح مؤقتا أنباء السفينة الجانحة وإغلاق قناة السويس، ليبدأ إحصاء الجثث والمصابين في احتلال صدارة الأنباء، ومعها محاولات الحكومة للتخفيف من آثار الحدث والتعهد بتطوير مرفق السكك الحديدية وتفادي المزيد من الحوادث.
لم يتوقف إحصاء جثث حادث الصعيد قبل أن يبدأ إحصاء جثث أخرى، هذه المرة في شرق القاهرة، فقبل أن ينقضي يوم الجمعة الحزين كانت بناية سكنية تزيد عن عشرة طوابق قد انهارت في ضاحية جسر السويس شرقي القاهرة، ليسقط 25 قتيلا ومثلهم مصابين، وليفجر مجددا قضية مخالفات البناء، حيث تحوم الشبهات حول مخالفة مالك العقار لشروط البناء وارتفاعه وطريقة استغلاله ما أدى للانهيار.
الحادث الذي استيقظت عليه مصر صباح أمس السبت كان الأكثر فداحة في عدد الضحايا، ولكنه لم يكن الأخير، فاليوم نفسه شهد انهيار جسر تحت الإنشاء في جنوب الجيزة، ولكن هذه المرة من دون ضحايا.
ويأبى أسبوع الآلام أن ينقضي بدون حريق هائل في محافظة الشرقية في دلتا مصر أتى على عشرات المحلات التجارية بدون خسائر في الأرواح.
أسبوع الآلام الذي انتهى لم تنته آثاره بعد، فالسفينة الجانحة لا زالت تحتجز على مدخل القناة مئات السفن، في انتظار نجاح جهود تعويمها وعودة الحركة لأحد أهم الممرات الملاحية في العالم، وقطار السكك الحديدية ما زال ينتظر تنفيذ خطط التطوير التي تقي المصريين الموت في السفر، بينما لا زال العقار المنهار يخفي تحت أنقاضه جثث تسعى فرق الإنقاذ لإخراجها. وفي كل الحوادث التي تزاحمت على مصر لا زالت جهات التحقيق تبحث عن المسؤول سواء بالخطأ أو الإهمال أو الفساد.