ومع انهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي خسرت رواتب المواطنين أكثر من 80% من قيمتها، وارتفعت نسبة الفقر والبطالة بشكل كبير بعد إقفال الشركات والمؤسسات بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية.
كما غابت مظاهر الاحتفال والزينة الخاصة بهذا الشهر عن كل المناطق اللبنانية بسبب الضائقة المادية التي تعاني منها البلديات، بالإضافة إلى الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وبحسب "الدولية للمعلومات" فإن "كلفة طبق سلطة الفتوش التي تعد من الأطباق الأساسية في وجبة الإفطار كان يقدر العام الماضي لـ 5 أفراد ب 4250 ليرة، أما هذا العام فقد ارتفع إلى 12287 ليرة أي بزيادة بنسبة 189%، وذلك استنادا إلى أسعار المواد والخضار التي تدخل في إعداد طبق الفتوش كما هو متوسط الأسعار في أسواق البيع بالمفرق وهي تزيد عن تلك المعتمدة في سوق الجملة بنحو 60%-80%. والارتفاع في كلفة طبق الفتوش يصيب كل اللبنانيين وليس حصرا المسلمين، فهو يشكل طبقا أساسيا من أطباق المطبخ اللبناني".
أما مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية فقد كشف أن "كلفة إفطار أساسي لأسرة من 5 أفراد ستصل خلال شهر رمضان هذا العام الى أكثر من مرتين ونصف الحد الأدنى للأجور في البلاد، وبناء على الحساب هذا، تقدر كلفة الإفطار اليومي المؤلف من مكونات ووجبة أساسية للفرد الواحد بـ 12050 ليرة أي 60250 ليرة يوميا لأسرة مؤلفة من 5 أفراد، أي ستقدر الكلفة الشهرية للإفطار لأسرة مؤلفة من 5 افراد بحوالي مليون و800 ألف ليرة لبنانية".
وتقول مواطنة لوكالة "سبوتنيك": "نستقبل رمضان ليس ككل عام، نحمد الله أتى هذا الشهر لا فاقدين ولا مفقودين..الوضع صعب على كل الناس في لبنان، المنتوجات المدعومة غير متوفرة بكثرة".
وأضافت: "كنا كعائلة نشتري كيس بطاطا كبير 5 كيلو أو 7 كيلو، اليوم نشتري بالكيلو والنصف كيلو، لا يوجد كهرباء، اشتراك موتور لا يكفي كل الوقت، لا زلنا أحسن من غيرنا ولكن لم يعد باستطاعة الشخص إعداد الطعام الذي يشتهيه دائما".
وأشارت إلى أن "الوضع صعب ومثلما رأيتي زحمة في متجر الخضار ولكن ليس جميع الأشخاص يشترون كل شيء".
بدورها، تقول مواطنة أخرى: "غلاء كثير، حرام هذا الشعب كيف سيعيش..الله يفرجها".
من جهته، يقول صاحب متجر للخضار ل"سبوتنيك":"السنة الماضية كانت البندورة بـ1000 ليرة لبنانية أو 1500، اليوم تتراوح بين ال 3 ونص 4 أو 4 ونصف، حتى البصل، الخسة تباع ب 3 آلاف أو 4 آلاف، أمس كان الفجل بـ 20 اليوم بـ 40 ولم يبدأ بعد رمضان، فقط كلفة الفتوش لـ4 أشخاص تقدر بـ30 ألف ليرة لبنانية من دون بطاطا ومقبلات الإفطار".
وأشار إلى أن "الفرق واضح انعدمت القدرة الشرائية ما يعادل 70% وأنا متأكد، الشخص كان يبيع بـ200 أو 300 ألف ليرة باليوم، الآن يبيع بـ800 ألف ويربح شيء بسيط".
وأوضح مرصد الأزمة أن الأسر ستتكبد في هذا الشهر أكثر من مرتين ونصف (2.6) الحد الادنى للأجور لتأمين افطارها، وستجد 42.5% من الأسر في لبنان، والتي لا تتعدى مداخيلها 1200000 ليرة شهريا، صعوبة في تأمين قوتها بالحد الأدنى المطلوب.
