وبانتظار إقرار خطة ترشيد الدعم، تعيش البلاد على وقع شائعات عن أن المصرف المركزي بدأ بتطبيق آلية رفع الدعم، وهو الأمر الذي أثار خوفاً لدى المواطنين الذين تسابقوا لشراء المواد الأساسية وتخزين المحروقات خشية ارتفاع أسعارها.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير لوكالة "سبوتنيك"، إن "البلاد أمام مشهد مضطرب وغير واضح وإذا لم يتم معالجة الوضع السياسي وتشكيل حكومة جديدة وتأمين ما يمكن من دعم ومساعدات، فنحن أمام إضطراب سياسي، اقتصادي، معيشي، أمني، بدأنا نشهد ظهور بعض المخاطر قبل نهاية شهر رمضان".
ورأى قصير أن هذا الموضوع ينذر بمخاطر كبيرة في الأيام المقبلة بعد عيد الفطر وقبل نهاية شهر أيار/مايو. متخوفاً من "أن تحدث تطورات اجتماعية أمنية لا سمح الله بسبب هذا الوضع".
وحول كيفية تمويل البطاقة التمويلية، قال قصير:"لا يمكن لأحد أن يقدم جواباً واضحاً حول ما سيجري، خصوصاً حاكم مصرف لبنان يرسل رسائل بأنه لم يعد قادراً على تأمين الدعم وفي ظل رفض بعض القوى السياسية أن يتم استمرار الدعم من ودائع مصرف لبنان".
ولفت قصير إلى أن "هناك بعض المعلومات تفيد بأن قائد الجيش جوزيف عون قال لزواره إن الجيش إلى الآن يحتاج إلى تأمين المواد الأساسية له، وقوى الأمن تشكو، لذلك نحن أمام مشهد مضطرب وغير واضح، وكل شخص يلقي المسؤولية على الآخر مما يجعل الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات".
من جهته، حذر وزير الداخلية الأسبق مروان شربل من عملية رفع الدعم لأنها "كارثة اجتماعية وسيكون لها انعكاسات على الطبقة الوسطى والفقيرة كما على الطبقة العمالية، وهذا الموضوع خطير وكبير جداً، خاصة من بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت والكوارث التي حصلت، هذه المشكلة كبيرة ولا أعرف كيفية معالجتها وكيف من الممكن أن نتحملها".
وقال الوزير اللبناني لوكالة "سبوتنيك": "حتى الآن لا يوجد ما يؤكد أن السلطات سترفع الدعم نهاية هذا الشهر، وبرأيي فإن المسؤولين يفكرون كثيراً قبل الإقبال على هذا العمل لأنه بنظري إذا أنفقنا بعد شهر إضافي عن هذا الشهر ووصلنا إلى حل سياسي واستطعنا تأليف حكومة فأعتقد أننا لا نقع بالمشكلة الكبيرة، أما إذا رفعنا الدعم وبدأت الكارثة الاجتماعية بكل مندرجاتها، فهذا هو الخطير بالموضوع".
وشدد شربل على أنه "لا يوجد حرب، بل كارثة وثورة الفقير ضد الغني، الذي سيحدث هو أن هناك كارثة اجتماعية، جوع، تعتير، هذا الذي سيحدث، وسيتأثر كثيرا العاطلين عن العمل، والذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية وبالطبع عند رفع الدعم سيرتفع الدولار وسيرتفع معه أسعار كل شيء، واللبناني لم يعد باستطاعته التحمل إن كان فقيراً أم غنياً، هذه هي المشكلة اليوم".