حاملاً قلماً يعدد به (جرائم العدو) على لافتات بيضاء، يخط جبريل:
"دعم المجموعات الإرهابية وتسهيل دخولها، احتلال أجزاء من الأراضي السورية، سرقة أبار النفط من قبل أمريكا وعملائها، حرق محاصيل القمح في الحسكة، سرقة صوامع القمح، نهب معامل حلب، شح الخبز وغلاء أسعار الأغذية".
جبريل الذي يحمل الجنسية الأردنية أيضاً، كان قد طرد من مسقط رأسه الكويت، إبان الحرب العراقية على الكويت التي كان للفلسطينيين من ويلاتها نصيب، فأحب دمشق بما يكفي ليكمل حياته فيها.
بقي جبريل يعتاش على ذاكرة ما كان يشعره من ظلم وجور، لطالما راوده كابوس تهجير آخر، لكنه لم يستطع أن يقف في المحافل الدولية مطالباً بالعدل، ولم يستطع أن يحمل سلاحاً أو حتى حجراً يوجهه إلى صدر عدوه، فاختار أن يقول "لا للاحتلال" بطريقته.
"اليوم أنا أقوم بإضراب عن الطعام بسبب الانتهاكات الأمريكية الصهيونية التركية على الأراضي السورية، وسرقة محاصيلها وسرقة مقدرات الشعب السوري"، يقول جبريل في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، من أمام مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بمنطقة المزة، الحي الجنوبي من العاصمة دمشق.
ويتابع جبريل قائلا: "أنا هنا لإيصال صوتي للمجتمع الغربي والأمم المتحدة مندداً بتجاهلهم لما تفعله إسرائيل وأمريكا وتركيا على الأراضي السورية من احتلال وسرقة ممنهجة من عشر سنوات إلى الآن، وما تلا ذلك من انخفاض سعر الليرة وغلاء الأسعار بشكل مهول".
الأسير الفلسطيني المحرر، خضر عدنان، الذي أضرب عن الطعام لأكثر من شهر في سبيل نيل حريته، كان قدوة لأحمد جبريل الذي دعا كل مواطن عربي سوري لمشاركته هذا الإضراب وتصحيح البوصلة نحو العدو الأساسي، لافتاً إلى أن إضرابه مستمر حتى النصر.
يمكن ملاحظة تأثير الأيام الـ 12 التي مرت عليه حتى الآن دون طعام، ومع ذلك يقول جبريل بثقة: "سأبقى هنا حتى أجد مطالبي"، ويضيف: "سأصل لما وصل له عدنان الخضر، وإلى ما وصل له الشعب الهندي الذي حرر بلاده من الاحتلال البريطاني عندما أضرب عن الطعام وقاطع البضائع البريطانية، سوف ننتصر أنا والشعب السوري".
يجلس أحمد جبريل على أرصفة دمشق، يتلمس حجارتها، وتظلله سماؤها، يغلبه الجوع والتعب أحياناً، لكنه سرعان ما يرفع ناظريه ويحرك يده بإشارة النصر مردداً بأعلى صوته: "لن نستسلم، فهذه الأرض لنا".