ورأى أن السعودية، تنظر أولا إلى مصالحها وتقدمها على مصالح الآخرين، بمن فيهم الولايات المتحدة، نافيا صحة أنباء متداولة حول أن قرار التوقيع على اتفاق "أوبك +" جاء تحت ضغط أو تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال البوعينين: "ما حدث في اجتماع "أوبك +" مطلع مارس/ آذار الماضي، الذي انتهى بعدم التوصل الى اتفاق يكشف قناعة المجتمعين، بما فيهم السعودية، بأهمية الخفض للمحافظة على توازن السوق واستقرار الأسعار، حيث طالبت السعودية بمزيد من التخفيض لخفض الفائض ومواجهة انخفاض الطلب بسبب كورونا. إلا أن روسيا رفضت الخفض ما لم تساهم شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة بأي إتفاق جديد"، على حد قوله.
وتابع موضحا، "من جهة أخرى فاعتقد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، برغم أهميته، إلا أنه لم ينقذ شركات النفط الصخري من أزمتها؛ في الوقت الذي ربما دعم "أوبك +" على المديين المتوسط والبعيد".
وأردف "أعتقد أن السعودية تقدم مصلحتها على المصالح الأمريكية ولا يمكن أن تضحي بمواردها من أجل ارضاء الآخرين. كما ان اتفاق "أوبك +" لم يبنى على المملكة وحدها، بل على السعودية وروسيا أولا، ثم الدول المنتجة الأخرى، ما ينفي اتخاذ قرار الخفض بسبب الضغط والتهديد".
وكانت وسائل إعلام تحدث عن ضغوط مارسها الرئيس الأمريكي على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتخفيض انتاج المملكة من الخام.
واتفقت الدول الأعضاء في صفقة "أوبك +"، في 12 نيسان/أبريل الحالي، على خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، في أيار/مايو – حزيران/ يونيو، وبمقدار 7.7 مليون برميل في النصف الثاني من العام الحالي، وبمقدار 5.8 مليون برميل أخرى حتى نهاية ن أبريل/ نيسان 2022.
وتأتي التخفيضات بالمقارنة مع إنتاج أكتوبر/ تشرين الأول 2018، كونه قاعدة مرجعية لعملية الخفض.
ويعود موقف روسيا الرافض لتخفيضات جديدة في الإنتاج لمخاوف من خسارة حصتها السوقية في ظل نمو إنتاج النفط الأمريكي، ووفقا لميخائيل ليونتيف المتحدث الرسمي باسم "روسنفط"، كبرى شركات النفط الروسية، فإن صفقة "أوبك+" كانت "بلا معنى" لروسيا، حيث أن الصفقة كانت تساهم في تراجع حصة روسيا في أسواق النفط لصالح النفط الصخري الأمريكي.
وأضاف أن الصفقة كانت تهيئ الظروف المناسبة لتموضع النفط الأميركي في الأسواق، مشيرا إلى أن اتفاق "أوبك+" كان له دور إيجابي فقط في المرحلة الأولى من تنفيذه.
وفي هذا الصدد وأعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في وقت سابق، أن استعادة أسعار النفط قد تستغرق بضعة أشهر، وأن روسيا ستتعاون مستقبلا مع دول "أوبك" والدول خارجها على الرغم من عدم تجديد اتفاق "أوبك +".
لكن هذه الدول توصلت ضمن اجتماعات مجموعة "أوبك +" في 12 أبريل/ نيسان 2020، إلى اتفاق على خفض إنتاج النفط على ثلاث مراحل، على أن تبدأ عملية الخفض بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا من مايو/ أيار إلى يونيو/ حزيران، ومن ثم 7.7 مليون في النصف الثاني من العام و 5.8 مليون أخرى حتى نهاية أبريل 2022.