أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى أن الحادث لن يبقى دون رد، فالرد كان دائما يأتي بعد أي خسائر كانت في السابق.
على سبيل المثال، إسقاط قاذفة "سو-24 أم" من قبل تركيا على الحدود السورية التركية، وتدمير المسلحين لمروحية مي-8، التي جاءت لإنقاذ الطيار الثاني…كان رد روسيا بأنها بقيت تقصف مكان الحادث مدة 24 ساعة.
ولدى روسيا عدة خيارات في الرد على الحادث هذه المرة، الأول زيادة عدد الطلعات القتالية من قاعدة حميميم، واستخدام صواريخ "كاليبر" مرة أخرى.
والخيار الثاني إشراك حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" والطائرات التي ترابط على متنها في عملية "الانتقام".
ويذكر أنه حسب الرواية الرسمية، فقد كان الطياران الروسيان المكلفان بتدريب العسكريين السوريين، يقومان بطلعة مخطط لها على متن مروحية سورية من طراز "مي-25" (نسخة معدة للتصدير عن مروحية "مي-24").
لكن مصادر عسكرية ذكرت أن الحديث يدور في حقيقة الأمر عن مروحية روسية حديثة من طراز "مي-35 إم"، علما بأنه سبق للجيش الروسي أن نشر عدة مروحيات من هذا الطراز في قاعدة حميميم بريف اللاذقية في مارس/آذار الماضي.
وتابع المصدر أن مجموعة جوية، ضمت مروحيتي "مي-35" على الأقل، كانت تقوم بطلعات استطلاعية في ريف حمص، عندما لاحظ طاقم المروحية بقيادة العقيد رفعت حبيبولين أن مجموعة كبيرة من مسلحي "داعش" شنت هجوما على مواقع الجيش السوري في شرق تدمر.
وأفاد مصدر آخر بأنه "تمكن المسلحون من اختراق دفاعات الجيش السوري، وكانوا يتوغلون بسرعة في عمق المنطقة، ما هدد بسقوط المرتفعات المطلة على المنطقة في أيديهم". وأضافت المصادر أن الجيش السوري لم يكن يتمتع بأي احتياطات في هذا الاتجاه.
وفي هذه الظروف، قرر العقيد حبيبولين وهو قائد الفوج الـ55 في قوام الجيش الرابع للقوات الجوية والفضائية والدفاع الجوي في روسيا، الدخول في القتال بلا تباطؤ، وأطلق النار على المسلحين. وفي هذا السياق، وكانت للعقيد خبرة قتال كبيرة، علما بأنه شارك في الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية والحرب مع جورجيا في أغسطس/آب 2008.
وبعد استنفاد الذخيرة، حاولت المروحية العودة إلى القاعدة، لكن صاروخا أطلقه مسلحون أصاب المروحية في مؤخرتها. وفقد الطاقم السيطرة على المروحية مباشرة، وسقطت بعد ثوان وانفجرت على الأرض. ولم تكن للطاقم الذي ضم بالإضافة إلى العقيد حبيبولين الملازم يفغيني دولغين أي فرص للنجاة. وتمكن الجنود السوريون من انتشال جثث القتيلين ونقلهما إلى قاعدة حميميم.
المصدر: صحيفة كوميرسانت