وشهدت السنوات الأخيرة ازديادا ملحوظا للوجود الروسي في تلك المنطقة بسبب التنسيق والتعاون العسكري المشترك ليس مع الهند فقط بل مع إيران وبشكل أساسي في بحر قزوين من خلال زيارة ورسو السفن الروسية المختلفة بانتظام في ميناء أنزيلي الإيراني.
وما يعطي قيمة إضافية للمناورات والتدريبات الإيرانية الروسية المشتركة في المنطقة هو الوضع المتوتر في مضيق هرمز والذي لا يبعد كثيرا عن منطقة المناورات المشترمة وبالتالي ستشكل بدورها رسالة سياسية جدية لكل الأفرقاء في المنطقة أن هناك قوى دولية أخرى لها وزنها الاستراتيجي والجيوسياسي في المنطقة.
أبرز السفن والأساطيل الروسية المشاركة بالمناورات المشتركة مع إيران
بعد الإعلان عن إقامة المناورات البحرية المشتركة بين روسيا وإيران في المحيط الهندي برزت إلى العلن عن أبرز السفن والطرادات الروسية التي ستشارك في الحدث الكبير.
ففي العهد السوفياتي اعتبرت القيادة العسكرية البحرية السوفياتية أن المحيط الهندي هو منطقة تابعة عسكريا لأسطول البحر الأسود وبالتالي كانت معظم مهمات السفن السوفياتية في المنطقة تتبع لقيادة أسطول البحر الأسود، لكن اليوم يمكن لروسيا أن ترسل السفن المختلفة ولن تكتفي باختيار سفن وطرادات بحرية من أسطول واحد.
وتشير التقارير العسكرية أن روسيا بصدد إرسال فرقاطات بحرية جديدة تابعة لمشروع 11356 إلى تلك المنطقة للمشاركة في المناورات مع إيران.
يرى البعض أن المناورات العسكرية المقررة بين البلدين ستكون فرصة كبيرة لمناقشة ما ينقص إيران من أسلحة لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة خصوصا مع زيادة التوترات في مضيق هرمز وفرض العقوبات الأمريكية والغربية عليها ومحاولتها المواجهة عبر وضع الاتفاق النووي على المحك.
ولا شك أن الاتفاق العسكري بين روسيا وإيران هو نقطة انطلاق جديدة تحاول فيها كل من طهران وموسكو المناورة وإيجاد سبل أخرى للمواجهة وكسر قررات الهيمنة الأمريكية على العالم، فإيران التي من جانبها تريد كسر قرار مجلس الأمن (2231) الذي ينص على فرض العقوبات ومنع إيصال المعدات العسكرية لإيران خلال السنوات الخمس.
ومن جهة أخرى، تحاول روسيا إفهام الولايات المتحدة والغرب أن العالم دخل نظاما متعدد الأقطاب ولا من أحد يفرض على آخر شروطه وبالتالي مصالح الدول هي التي تحدد نمط العلاقات بين الدول المختلفة وليس التبعية.
وتشير الزيارات المنتظمة للوفود العسكرية بين البلدين إلى وجود مباحثات جدية بشأن بعض الأسلحة. ومن الأولويات الإيرانية اليوم هو عملية تحديث منظومات الدفاع الجوي الإيراني التي باتت لا تتلائم مع المضمون الدفاعي، وبالتالي تحاول إيران الحصول على منظومات "إس 400"، ما يجعلها قادرة على حماية منشآتها من أي ضربة أمريكية محتملة.
