بقلم أشرف كمال
الحرص الأمريكي والاستجابة الخليجية، يأتيان في ظل أجواء المفاوضات الإيجابية بين إيران والدول الكبرى، عبر آلية (5+1)، وعقب الاتفاق السياسي الاطاري، الذي توصلت إليه المفاوضات حول برنامج إيران النووي، في ظل مخاوف خليجية من التقارب الأمريكي الإيراني على حساب مصالح العرب في الخليج.
وبات من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها واستراتيجية التحرك في المنطقة من أجل إرضاء العرب، وأن البيت الأبيض يسعى فقط إلى تبديد أي مخاوف بشأن إيران، وسيطالبهم بضرورة الحوار مع طهران.
وتنطلق القمة في ظل جهود إدارة أوباما لتحقيق انجاز قبل نهاية فترة ولاية الديموقراطين، وأن واشنطن لا تراعي سوى مصالحها الجيوسياسية في تحركاتها المختلفة، الإقليمية والدولية السياسية والاقتصادية والعسكرية، مستغلة ملفات حقوق الإنسان والوضع الأمني الإقليمي المتدهور، وتروج لما تقول عنه الاستعداد لحماية العرب من أي أخطار خارجية يمكن ان تهدد دولهم.
ويدفع ارتباط مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة إلى العمل على احتواء غضب عرب الخليج من التقارب مع طهران، خصوصا وان النفط العربي ما زال يمثل مصدراً حيوياً لاقتصاد الغرب، ومن خلال التواجد العسكري الكثيف، والذي يتمثل في القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في دول المنطقة.
وسيعرض أوباما على القادة الخليجيين إنشاء نظام دفاعي صاروخي متطور، بذريعة تهدئة مخاوفهم من اتفاق محتمل مع إيران.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن المقترح الأمريكي لا يختلف كثيرا عن الاتفاق، الذي جرى بين الولايات المتحدة و اليابان وكوريا الجنوبية.
وباتت إيران قوى إقليمية لا يمكن تجاوز دورها في أزمات المنطقة العربية، واستطاعت سد الفراغ الذي تركه تراجع دول عربية كبرى انشغلت خلال السنوات الماضية بمشاكلها الداخلية، واصبح لطهران دوراً في قضايا الشرق الأوسط، من لبنان إلى اليمن، مروراً بسوريا والعراق، وبالطبع الإستقرار في منطقة الخليج.
ومن نافذة المصالح الأمريكية الخليجية، فلا مكان في أجندة القمة لحوار جاد عن قضية العرب الأولى، ولن يكون هناك انتقاد للموقف الأمريكية الذي يعيق التوصل إلى تسوية عادلة للصراع وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن غير المتوقع أن يكون على اجندة القمة مسألة رفع الحصار الخانق على قطاع غزة، واستمرار الانتهاكات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، وتغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها.
ويذهب الخليجيون إلى كامب ديفيد، وشغلهم الشاغل الأزمة السورية، والنووي الإيراني، في تجاهل واضح لحقيقة أن "سياسة واشنطن"، هي التي دفعت الشرق الأوسط إلى الفوضى، وهي من يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال التغاضي عن إرهاب الجماعات المتطرفة، وستضطر دول الخليج على غض الطرف عن الدعم الامريكي اللامحدود لإسرائيل.