ومن تلك الفتاوى، ومع اقتراب شهر رمضان، اصدر التنظيم فتوى بتحريم صيام رمضان على كل من يكره الدولة الاسلامية في العراق والشام، وتحريم تقصير الشعر، ومنع النساء من الجلوس على الكراسي، و لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة إلا إذا كانت مفخخة، وهى ذاهبة إلى عملية انتحارية أو استشهادية، وغير ذلك من الفتاوى التي تطرح السؤال، حول سبل مواجهة هذا الشذوذ الفكري للجماعة المتطرفة؟
يقول استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين الهلالي، في حديثه ل"سبوتنيك"، "إنه لا وصاية دينية، لأي شخص عل الآخر، والله لم يفوض حتى الرسل، إذ قال "ما علي الرسول إلا البلاغ". فهمنا للدين خطأ، فالدين هدي نبوي يحمل معان كثيرة، و كل انسان يمكنه ان يحسم المعني المناسب في الوقت المناسب، و لما كانت هذه هي الحقيقة فمن ثم لا أحد يستطيع أن يلزم أحداً بشيء."
و أضاف الهلالي أن "النتيجة الأهم هي أن لا أحد يستطيع أن ينسب اجتهاده إلي الله أو للدين مهما بلغ علمه لكتاب الله أو للأحاديث و التفاسير. فلا أحد يستطيع أن يقول أن رأيه منسوب للإسلام أو لله، فإذا قال كذلك فهو كاذب و مخادع، لذلك علي الشخص أن يقول علي حكم ما يراه حلال أو حرام دون نسبه للدين، بل ينسبه إلي نفسه، و هذا يسري علي الاخوان و السلفيين و داعش و الأزهر و كل من يزعم انه مسلم."
و أستطرد قائلاً أن "هناك نتيجة مهمة و هي انني عندما أجد رأياً مخالفا لقناعتي أرفضه، وقول "داعش" مرفوض، لكنني لا أرفضه باسم الاسلام حتي لا أصبح وصياً دينياً، بل أرفضه وفقاً لقناعتي، التي أعطاني الاسلام حق فيها بقلبي. إن الله لم يفوض أحد علي الأرض بل و لم يفوض حتي سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام."
و أوضح استاذ الفقه المقارن أنه "من ثم يجب أن نفرق و نفهم أن رأي المجموعات المتطرفة هو رأي شخصي، و ليس رأي الدين أو القرآن. إذن لما كانت أراء تلك الجماعات أراء بشرية وجب التعامل معها علي هذا الأساس".
