يتطلب العمل عن بعد بنية أساسية بالمنزل، وتوفر الظروف الملائمة، والاعتماد بشكل أكبر على الإنترنت، وتطبيقات تسهل التواصل الآمن، ولايمكن تقديم الخدمات التي تحتاج إلى التواصل المباشر.
يقول المؤيدون إن الحرية وعدم التقيد بالعمل مع أشخاص بعينهم وتكافؤ الفرص من مزايا العمل عن بعد، وعلى مستوى الاقتصاد هناك ارتفاع لمستويات التوظيف في الدول التي عملت بهذا النظام، فقد تمكنت بعض الاقتصاديات مثل الصين والهند وماليزيا وتايلاند والسنغال وجنوب أفريقيا من تحقيق تقدم سريع في الصناعة المعلوماتية المعتمدة على العمل عن بعد، ما ساهم في زيادة التصدير، وتوفير المزيد من فرص العمل، كما يشكل هذا النوع من العمل حلا لمشكلة نقص المهارات في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويقول المنتقدون إن العامل عن بعد يضطر أحيانا للعمل ساعات زائدة دون الحصول على أجر إضافي، فضلا عن عدم ثبات العمل، وفقدان مزايا التوظيف الدائم من التأمينات والمعاشات والاجازات المدفوعة.
قال أمين عام وزارة العمل الأردنية الأسبق، والخبير الدولي في قضايا العمل الاستاذ حمادة أبو نجمة إن " هناك توجه كبير في معظم مؤسسات العالم لتنظيم أمورها بطريقة تتناسب مع الظروف الحالية لتفشي كورونا من أجل الحد من التواجد في مقرات العمل، ما أثر على منهجية وطبيعة أداء الأعمال والتتوجة نحو استخدام التكنولوجيا بشكل أكبر"
وأكد أبو نجمة أنه "لحين انتقال الأعمال بشكل كامل نحو الأسلوب الجديد ستكون هناك مرحلة انتقالية يفقد فيها الملايين من العمال وظائفهم وسترتفع معدلات البطالة في جميع الدول من بينها العظمى كما سنشهد مشكلات متعددة تتعلق بالانتاج".
قال الناشط الحقوقي رياض عيسى إن "العمل عن بعد سيغير واقع قطاع الأعمال من حيث العمل والأجور والضمنات الصحية للعمال وسيتجه العمال في عالم مابعد كورونا إلى العمل الهش والأعمال المؤقتة ماسيصعب عليهم مواجهة المتاعب الاقتصادية وسيزيد من نسبة العمالة التي تعيش دون خط الفقر"
وأكد أبو نجمة أنه "يتعين على الشركات الاحتفاظ بعمالها خلال الأزمة مع ضرورة التوصل إلى تسويات لتعويض خسائر الشركات مثل العمل نصف الوقت أو بنصف أجر أو غيرها من الحلول"
قالت خبيرة العلاقات الإنسانية أمل محمود إن العمل من المنزل يتم بكفاءة أفضل بنسبة 79 بالمئة وقد اثبتت الدراسات هذا نظرا لعدم لزيادة التركية وعدم وجود التوتر الذي يؤثر على أداء العامل كما ان تمضية الوقت في الطريق إلى العمل يستنظزف وقت الموظف ويستقطع من وقت الشركة" مشيرة إلى أن هناك "حلولا تكنولوجية" للتحديات الخاصة بالبنية الأساسية المتوفرة في العمل"
وأكدت محمود أن "احساس الموظف بالمسؤولية والانتماء تجاة المؤسسة لايتأثر بالعمل من المنزل والتزام الموظف لايأتي من المكان الذي يتواجد فيه بل من المسؤولية الموضوعة عليه، كما أن الأمر يعتمد على المؤسسة لتوفير اسلوب سهل يضمن التزام الموظف بأوقات محددة لتسليم المشروعات والتقارير"
قالت أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة د. علياء مهدي إن "العمل من المنزل اتجاه عالمي حتى قبل تفشي فيروس كورونا وتحدده طبيعة الأنشطة حيث أن هناك انشطة لاتسمح بالعمل من المنزل مثل النشاط الصناعي" مشيرة إلى أن "هناك أثار اقتصادية ايجابية من حيث استمرارية العمل خلال الظروف الحالية دون الاستغناء عن العمالة وتقليل التكدس وبالتالي تخفيف الضغوط على القطاع الصحي"
وأكدت المهدي أن "عالم مابعد كورونا سيشهد تسارع الخطوات باتجاه العمل عن بعد وسيتم من القطاعات الحالية قطاعات جديدة".
إعداد وتقديم : جيهان لطفي
