آخر التصريحات الرسمية كانت على لسان رئيس الوزراء بن علي يلدريم بأن تركيا بدأت الخطوات الأولى في مسار تصحيح العلاقة مع سورية مع بداية عملية "غصن الزيتون"، كل هذه الفترة كانت الحكومة التركية تتواصل مع نفسها وتدر التصريح وراء التصريح بأنها تحب سورية والشعب السوري وكم هي تتألم على مصابه الذي لعبت تركيا ذات نفسها دوراً أساسياً فيه وماتزال ، كل هذا لم تلتفت إليه الحكومة السورية ولم تعره أي إنتباه ، لعل التجربة المرة أفقدت الدولة السورية الثقة بهذا الجار المرّ ، ومن هنا نرى أن السلوك التركي الرسمي العام تجاه سورية لم يتطابق أبداً مع النية الظاهرة وإنما مع المبيتة منه وهي ترجمت ومازالت تترجم على أرض الواقع في إنتهاك حرمة الدولة السورية ودعم من يفتك بها وشعبها من مجموعات متوحشة لاتقرب الله ولا الإنسانية كما تدعي.
اليوم وفي حوار خاص لبرنامج "ماوراء الحدث" يتحدث عضو البرلمان التركي سركان طوبل عن تشكيل لجنة برلمانية خاصة لإعادة إحياة العلاقة مع سورية
وسيكون معنا على الترجمة من أنقرة الإعلامي دنيز بستاني
سيد سركان حدثنا لو تكرمت عن اللغط الدائر حول اللجنة البرلمانية لتصحيح العلاقة مع سورية؟
هل يعتقد الرئيس أردوغان أن سورية سوف تصالح بهذه السهولة بعد كل ما بدر منه تجاه سورية وخاصة بعد إنتهاك سيادتها في عملية "غصن الزيتون"؟
كيف ومن أين ستبدأ وعلى ما ستعتمد في عملها ، و ما هي حظوظ نجاحها في مهمتها في ظل الظروف الحالية ؟
من هم أعضاء هذه اللجنة وهل من الممكن أن يعتقد الرئيس أردوغان أن سورية سوف تخطي نفس الخطوة وتشكل لجنة مقابلة ، إذا كان نعم ، فعلى أي مرتكزات تستندون أصلاً ؟
إلى أي حد تحظى هذه اللجنة بدعم سياسي وعسكري في تركيا ؟
لماذا إطالة الطريق والمراوغة ونحن نعلم أنه بقرار واحد يمكن لأردوغان أن يقلب الطاولة ، ويرفع يده عن سورية، أم أن هذه حيلة جديدة لأردوغان لتحقيق أهدافه التي نعرفها جميعاً ؟
يقول النائب النائب طوبل:
هدفنا الأساسي هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنهاء الإشتباكات فيها ، نحن لدينا معلومات أن هناك تواصل من الحكومة التركية مع الحكومة السورية ، وهذه اللجنة ستعمل على إنهاء الخلافات والمشاكل مع الدولة السورية وكعضو مجلس شعب تركي أنا من إقترح هذه الفكرة بالأساس تشكيل هذه اللجنة سوف يساهم في وضع الأساس اللازم للثقة بين الدولتين و ستكون المحور للتنسيق مع سورية وتبادل المعلومات ومرتكز الإتفاق وستساعدنا هذه اللجنة على معرفة الموقف السوري لأننا لم نستطيع حتى أن نحصل على معلومات بشان العلاقة مع تركيا هذه اللجنة مختصة بالعلاقات الخارجية ويجب أن تتميز بالشفافية أمام كل دول العالم ، وبعد تأسيس هذه اللجنة لن يكون هناك أي خيار أمام أردوغان بأن يقلب الطاولة ، وأؤكد في المستقبل لن يكون لدى أردوغان أي خيار لقلب الطاولة ، وأنا أقول لكم أنه في حال قلب أردوغان الطاولة فإن سياسته ستنتهي في تركيا.
وأردف النائب طوبل:
بعد تشكيل اللجنة لن يكون هناك أي خيار أو مجال للرئيس أردوغان بأن يخطأ لأن أغلاطه حتى هذا اليوم واضحة وفي حال أخطأ أردوغان مرة أخرى بعد تأسيس اللجنة سيكون ضد الشعب التركي في هذا الوقت الشعب التركي لن يقبل أي خطأ من أردوغان خاصة بعد تشكيل هذه اللجنة. وأنا متأكد من أن السيد الرئيس بشار الأسد سوف يتخذ خطوات مقابلة بهذا الإتجاه ، أنا متأكد لأنه يريد المصالحة لكن في حال كان هناك نية صادقة وثقة وإذا أردتم أن نتحدث بصراحة وبوضوح أكثر إننا ننتظر الإنتخابات في عام 2019 وإن شاء الله إذا ما تسنم حزب الشعب الجمهوري منصب رئاسة الحكومة فسوف تنتهي المشاكل بين تركيا وسوريا بشكل فوري.
وأضاف النائب طوبل:
شعبنا هو شعب مصطفى كمال أتاتورك و سنعيد العلاقة مع سورية ويعود الشعبين متآخين كما كانا قبل ست سنوات وأفضل إن شاء الله ، نريد الأمن والإستقرار للحدود التركية والوحدة للأراضي السورية نحن نريد الصلح مع سورية وسنبذل ما بوسعنا لتحقيق ذلك ونتمنى أن تعود كما في الشام وحلب وفي كل مدن سورية الطيور الحرة إلى سمائها وإن شاء الله الورد الذي سينبت في تراب سورية و تفوح رائحته العطرة بالخير في كل أرجاءها كما كان في السابق ، وأتمنى في وقت قريب أن نشرب القهوة في الشام وبعدها في أنقرة وبعدها في أنطاكيا وهطاي ، لأنه في التقاليد التركية القهوة لها عندنا خاطر 40 سنة ، وأريد أن أقول لكم أيها الشعب السوري أحبكم كثيراً ، أريد أن تعرفوا هذا الشيئ.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
