وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، قال في وقت سابق إنه يجب على أوروبا أن تظل موحدة في محاولة الحفاظ على الإتفاق النووي الإيراني، مضيفا أنه على طهران العدول عن قرارها بعدم الإلتزام ببنود في الإتفاق.
هل يمكن أن تنجح مبادرة ماكرون لحل هذه الأزمة ولصالح من يحملها؟
هل هي ضمن توافق أوروبي ولو أن ماكرون يقدمها أو يطرحها بمفرده ظاهرياً؟
ماهي الأوجه المحتملة لمبادرة الرئيس ماكرون كونه لم يتم الكشف عن محتواها بشكل واضح؟
التوافق الأوروبي غير الموحد علناً تجاه الحفاظ على الإتفاق النووي الإيراني كيف يمكن أن يفهم كنهه؟
هل تهدف المبادرة فعلاً للحفاظ الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط أم على مصالح الأوروبي الذي تأثرت مصالحه كثيراً بعد ما نقض ترامب الاتفاق؟
حول إمكانية نجاح مبادرة ماكرون يقول الخبير في شؤون الشرق أوسطية والأوروبية أنطوان شاربنتيي
"يجب أن يكون هناك فعلاً مبادرة لماكرون لكي نستطيع تقييمها، إذا كانت ستنجح بحل الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ، السؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا ستقدم فرنسا من جديد في ظل الصراع القائم بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين دول الإتحاد الأوروبي من جهة أخرى؟ ماكرون أرسل كبير مستشاريه إلى ايران، و أرسله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعبر عنه إرساله هو للتفاوض و التهدئة لصالح الأميركي و لكي يحافظ ماكرون على مصالحه في الشرق الأوسط. ماكرون يسعى لإعطاء نفسه موقع قائد أوروبي من الطراز الرفيع، وهو يسعى لإرسال رسالة إلى الداخل الأوروبي و الفرنسي من أجل تحقيق مصالح سياسية و إنتخابية خاصة به.
أما عن الأوجه المحتملة لمبادرة الرئيس ماكرون كونه لم يتم الكشف عن محتواها بشكل واضح قال شاربنتيي:
"بما أنه لم يتم الكشف عن محتوى المبادرة ، فهذا يظهر أنها فارغة و ليس لها لا أرضية ولن تجدي نفعاً، لكن ما تسرب في الإعلام أن فرنسا طلبت من خلال إجتماع وزراء الخارجية الفرنسية في بروكسيل من أمريكا رفع عقوباتها عن إيران، هذا مضحك متى كانت أميركا تخضع أو تأخذ بعين الإعتبار ما تطلبه منها فرنسا أو أوروبا و تنفذ رغابتهم، هنا العكس هو الصحيح. فرنسا طلبت من إيران تقليص دورها في الشرق الأوسط، وهنا بيت القصيد ولب الموضوع لأنه في الحقيقة وعند التحليل يتبين أن فرنسا تطلب من إيران توقيف دعمها لحركات المقاومة في الشرق الأوسط، ما يعبر عن رفض فرنسا و أوروبا الدائم لمناصرة الحق، و التشديد على أن هذه الحركات المقاومة تنفذ أجندة إيران السياسية، لابل هي تنفذ إستراتيجية لمحور المقاومة ضد الإحتلال ، الإستعمار، و الإرهاب".
وعن كنه هذه المبادرة قال شاربنتيي
"إذا كانت أوروبا تطلب من إيران بتقليص دورها في الشرق الأوسط فهذا يعني أنها تطلب من إيران بشكل غير مباشر أن تتخلى عن فلسطين كي يستطيع الإسرائيلي والأمريكي تمرير صفقة القرن وإلغاء فلسطين بالكامل وهذا مايعنيه طلب اوروبا لإيران بالتنازلات في الشرق الأوسط ،و فرنسا طلبت بعد إجتماع بروكسيل من إيران بتقليص دورها في سوريا،وهذا مطلب إسرائيلي،وإن عادت أمريكا لطاولة المفاوضات مع إيران فإنها ستطرح موضوع الصواريخ البالستية خدمة لإسرائيل ونحن نعلم أن إيران لن تساوم على هذا الأمر، إذاً المبادرة الفرنسية من تخدم، هل المعتدي أم المعتدى عليه؟ بالنهاية تخدم مصلحة من؟ هي لمصلحة الأمريكي، فرنسا وأوروبا مازالت تفاوض إيران لمصلحة أمريكا، ومن هنا نرى أن المبادرة الفرنسية هي مبادرة ميتة قبل أن تولد".
أما بخصوص الموقف الأوربي العام تجاه هذه المستجدات رأي شاربنتيي أن
"بعض دول أوروبا أخذت نفس القرار في الجوهر الأميركي لكنها تتباين معه في التنفيذ، ، هناك نوعان من الدول الأوروبية، دول خاضعة خضوعاً طوعياً لأمريكا ولاتناقش هذا الخيار، وهناك دول أوروبية تريد الخروج عن الهيمنة الأميركية، لكنهم لا يملكون لا الإمكانيات و لا الجرأة لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية".
عن الأهداف الخفية لهذه المبادرة ولخدمة أي أخرف أخرى تجري محاولات تمريرها قال شاربنتيي
"التحرك الفرنسي ليس لخدمة مصلحة إيران و لا حباً بالشعب الأوروبي، هو فقط لأن أوروبا واقعة تحت ضغط الأميركي الذي يزج بها إلى الواجهة للضغط على إيران، و إذا مضت هذه الأخيرة بتخصيب الأورانيوم،ستعاني أوروبا من الضغط الصهيوني الذي لايريد أن تكون لدى إيران قوة نووية ولوكانت هذه القوة أو الطاقة النووية مدنية سلمية والجميع يعلم أن إيران لاتسعى إلى إمتلاك قوة نووية عسكرية . أروبا تعرف تماماً أنه في حال نشبت حرب بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ترامب سيحارب بهم من خلال زجه لحلف الاطلسي في المعركة، وماكرون ليس إلا ساعي بريد عند الأمريكي ، لأنه في الواقع ليس هناك رسالة أوروبية لإيران ولامشروع أوروبي ولامبادرة أوروبية وماكرون كغيره من بعض رجالات السياسة في أوروبا هم نتيجة عمل اللوبيات الصهيونية والأمريكية في أوروبا التي وضعت أزلامها في مواقع حساسة في الإتحاد الأوروبي للتحكم به، هؤلاء يريدون مصلحة أمريكا قبل مصلحة شعوبهم ومصلحة أوروبا" .
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
