تمدد الجيش السوري بهذا التسارع الكبير وصولاً إلى تلال كباني سيجعل ريف إدلب من جسر الشغور إلى الحدود التركية تحت مرمى نيران الجيش السوري، ما يعني إمكانية خسارة المجموعات الإرهابية المسلحة مدينة إدلب بشكل كامل بين ليلة وضحاها .
أين تكمن مفاصل معركة الفصل بين كل هذه المناطق التي تتمتع بجغرافيا قاسية وعقدة استراتيجية في نفس الوقت؟
ما هو مصير نقاط المراقبة التركية ال 12 المنتشرة في هذه المناطق خاصة في ظل الحديث عن هروب بعض هذه النقاط من مواقع تمركزها؟
ما هي نقاط التوزع والانتشار الإستراتيجي الحالية للجيش السوري وما مدى دقة الظرف الحالي لجهة تحرير إدلب؟
في قراءته لهذه المستجدات قال الخبير بالشأن العسكري والسياسي اللواء الدكتور رضا أحمد شريقي
"في الحقيقة أنا لا أرى أي صعوبة في تقدم الجيش العربي السوري حتى حدود مدينة إدلب، لأن هذه المناطق وكما كنا نقول سابقاً أن الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوى الرديفة يمكن أن يدخل أي منطقة عندما يريد، والمسألة الوطنية والإنسانية هي التي تحول دون ذلك، هناك عدة عوامل تراعيها القيادة السورية، فهناك العامل السياسي إذ أن الدولة السورية تحرص دائماً على إعطاء الفرصة للحلول السياسية التي قام بها الأصدقاء الروس بالتعاون مع أصدقائنا الإيرانيين بالإضافة إلى الأتراك الذين حشروا أنفسهم في هذه المسألة بغير وجه حق، وهناك العامل الإنساني ففي هذه المناطق يقطن أهلنا وخلال العمليات العسكرية للأسف يقع ضحايا منهم خلال الاشتباكات، لذا فإن الدولة السورية تعمل كل ما في وسعها من أجل الحفاظ على حياة المواطنين السوريين الذين يقعون تحت نير وسيطرة الإرهابيين مرغمين، والجيش السوري اتخذ قراره بإنجاز العمليات العسكرية حتى حدود مدينة إدلب وبعدها سيكون هناك تعامل آخر مع الوضع".
وعن مصير نقاط المراقبة التركية قال اللواء شريقي
"لا يوجد أي مبرر لوجود نقاط المراقبة التركية في الأراضي السورية، وفي الحقيقة وجود هذه النقاط هو لتقديم المعلومات للعصابات الإرهابية، وهذه النقاط تعمل في الإستطلاع لصالح الإرهابيين وتزودهم بالمعلومات، وبالتالي هم سيهربون مع الإرهابيين لأن توضعهم كان من ضمن توضع المجموعات الإرهابية .
بخصوص مصير مدينة إدلب بعد محاصرتها وكيفية التعامل معها قال اللواء شريقي
"برأي الشخصي أن مدينة إدلب لها وضع خاص، والقيادة السورية تقدر هذا الموضوع بشكل ثمين جداً والدخول بهذه الطريقة إلى داخل إدلب مكلف لأن الخسائر ستكون فادحة وخاصة أن البنى التحتية هي ملك للدولة وهذا الشعب هو شعبنا ولايمكن التسرع في عملية إجتياح إدلب، لكن عندما تستنزف كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لابد من الكي في النهاية وهذا الكي أتمنى أن لايكون على حساب شعبنا وإنما على حساب هؤلاء الإرهابيين الذين يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية لهم ، الدولة ستعطي الفرصة للحل السياسي وأن لم يوافقوا فلن يكون إلا الخيار العسكري بعد ذلك ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق أعلاه...
إعداد وتقديم نواف إبراهيم