،ففي يوم 11 من أيار/مايو كانت هناك تحليقات استكشافية بالقرب من مقاطعتي مورمانسك وكالينينغراد. وإضافة إلى ذلك، حلقت على مقربة من القاعدة الروسية في حميميم بسوريا. كما أن طائرة أمريكية من دون طيار من طراز RQ-4 Global Hawk جابت الأجواء فوق البحر الأسود، حيث وقع حادثان يومي 9 و12 من الشهر نفسه بعد اعتراض مقاتلات روسية طائرة استكشاف غواصات من نوع P-8A Poseidon التابعة للبحرية الأمريكية.
المصادر العسكرية الغربية وصفت اقتراب مقاتلات سوخوي-30 وسوخوي-27 الروسية المتعددة الأغراض من الطائرة الأمريكية بأنه استفزاز. القوات البحرية الأمريكية كانت قد ذكرت أن طائرة "سوخوي-30" روسية حلقت يوم التاسع من شهر مايو/أيار الجاري فوق الطائرة الأمريكية P-8A Poseidon على ارتفاع يقل عن سبعة أمتار.
ظهور طائرات الاستكشاف التابعة للبنتاغون فوق منطقة القواعد البحرية الحربية في سيفاستوبل ونوفوروسيسك وطرطوس، وكذلك فوق المسارات الرئيسية للسفن الحربية الروسية، هي ظاهرة طبيعية. لذلك فإن ما تقوم به المقاتلات الروسية أيضا ظاهرة طبيعية، لأنه ليس هناك سرا كبيرا في أن طائرة P-8A Poseidon مخصصة، إضافة إلى مهمة الاستكشاف، للمراقبة واستكشاف الغواصات المعادية وتدميرها. كما يمكنها المشاركة في عمليات مضادة للسفن الحربية باستخدام صواريخ تكتيكية وطوربيدات وألغام بحرية وقنابل جوية. لذلك، تشكل هذه الطائرات خطورة على خطوط إبحار السفن الحربية الروسية وبالقرب من القواعد والمواقع البحرية. ولذلك تنطلق المقاتلات الروسية لاعتراضها عندما تقترب من الحدود أو عندما يصبح وجودها خطرا على الاسطول الحربي البحري الروسي.
نشاط الطيران الأمريكي بالقرب من مناطق وجود السفن الحربية الروسية هو "بالدرجة الأولى لسعي الولايات المتحدة للحصول على أكبر كمية من المعلومات عنها". ما يحدث في البحرين الأسود والأبيض المتوسط "مرتبط في الفترة الأخيرة بعدة عوامل ذات علاقة بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وتزويد أسطول البحر الأسود بسفن وغواصات حديثة وتحديث البنية التحتية العسكرية. وإضافة لهذا تشارك سفن الأسطول الحربي الروسي في العمليات الحربية وتساهم في ضمان وصول مستلزمات العمليات الحربية في سوريا، وهذا بالذات ما يهم الجانب الأمريكي.
ما يقوم به الطيارون الروس يصقل مهاراتهم، والهدف من هذه المناورات التي شهدناها مرات عديدة، واقتراب الطيارين الروس من طائرات العدو هو أمر اعتيادي وممارسة متعارف عليها في العالم. بيد أن الاقتراب لمسافة ستة أمتار فقط أمر غير عقلاني، لأنها مجازفة كبيرة قد تؤدي إلى اصطدام يسببه خطأ أي من الطرفين.
السارمات والشيطان
نهاية منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية
المجموعة الصاروخية الحديثة سارمات ستدخل الخدمة عام 2020. والقيادة الروسية العسكرية تقوم الآن بالعمل على إدخال آخر التقنيات المتطورة للمجموعة الصاروخية سارمات، والتي ستزود بها القوة الصاروخية الاستراتيجية الروسية بعد ثلاث سنوات.
الوزارة أشارت إلى أن فرقتي قوات الصواريخ الاستراتيجية المرابطتين في ريف مدينتي كراسنويارسك وأورينبورغ هما أول من سيحصل على المنظومة الصاروخية الجديدة المعروفة باسم "سارمات"، عوضا عن المجموعة الصاروخية الأقوى في العالم "فويوفودا" والمعروفة باسم الشيطان، بحسب تصنيف حلف شمال الأطلسي.
المشرف والمسؤول المباشر عن مجمع الصناعي الحربي الروسي نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين كان قد أعلن عن أن الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي يجري تصميمها حاليا في روسيا يمكنها تخطي كل أنظمة الدفاع الأمريكية المضادة للصواريخ.
قوات الردع النووية الروسية تضم صواريخ مختلفة بما في ذلك السوفيتية الكلاسيكية من طراز "فويفودا" التي تسمى في الغرب بـ"الشيطان" منوهاً أن بلاده في صدد تصميم صواريخ بالستية عابرة للقارات جديدة في الوقت الراهن.
القيادات العسكرية في الغرب كانت بالفعل قد أعربت عن قلقها مراراً وتكراراً حيال صواريخ "فويوفودا" لأنها في غاية الدقة ومضمونة جدا ومددت فترة صلاحيتها واستخدامها حتى لحظة ظهور الصواريخ الجديدة. العمل يجري على قدم وساق وفق الخطة المقررة. هذا السلاح الذي سيظهر قريبا في الجيش الروسي يمكنه تخطي الدرع الصاروخية الأمريكية الموجودة اليوم والتي ستظهر غدا وفي المستقبل. نحن سنمزق هذا الدفاع المضاد للصواريخ الذي لا يشكل بالنسبة لنا اليوم أي تهديد جدي باستثناء الاستفزاز.
المجمع الصاروخي "فويفودا" يضم صواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز R-36M2 تتمركز في أنفاق تحت الأرض ومخصصة لتدمير جميع أنواع الأهداف الاستراتيجية المحمية بوسائل حديثة للدفاع المضاد للصواريخ في مختلف الظروف القتالية.
المصادر العسكرية كانت قد ذكرت أن النموذج الأول لهذا الصاروخ أنجز في خريف عام 2015، وبعد عام جرت عمليات اختبار محركات صاروخ "Sarmat" بنجاح، حيث أكدت قيادة القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية على أن الصاروخ الجديد سيدخل في الخدمة القتالية في 2019-2020.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم