حيث وقع رئيس مجلس الوزراء جوزيف ستالين في 22 نوفمبر/ تشرين الأول من عام 1951 مرسوماً بشأن تصنيع نموذج لأنابيب من الجيل الجديد. وفي 14 يناير/ كانون الثاني من عام 1952، وعلى أساس القرار الذي تم اتخاذه، وقع وزير الدفاع السوفيتي المارشال فاسيلوفسكي أمراً يقضي بتشكيل أول كتيبة مستقلة لضخ الوقود.
تدريجياً، بدأت تتحول التشكيلات الأولى لقوات خطوط الأنابيب إلى قوات نظامية، وبحلول نهاية الثمانينات للقرن العشرين، تم بناء أفضل خطوط الأنابيب قابلة للفك والتركيب في العالم. في الوقت الحالي، تعتبر قوات خطوط الأنابيب جزءاً من المديرية المركزية للوقود والمحروقات، التي ليس لها نظير في الجيوش الأجنبية.
وعلى مدى عدة عقود، قام المصممون وقوات خطوط الأنابيب بإنشاء وتطوير مجموعات مختلفة من خطوط الأنابيب التي ليس لها نظير في العالم، وكذلك تصميم وانتاج آلات لتركيبها ومرافق متنقلة للضخ. وخلال الحرب في أفغانستان تم اختبار عمليات الاستعداد القتالي لهذه القوات، حيث تم نشر خطوط الأنابيب الميدانية على طول أراضيها التي بلغت أكثر من 1200 كيلومتر لتزويد القوات الروسية بالوقود، وكذلك الأمر خلال عملية مكافحة الإرهاب في شمال القوقاز.
وقد تم التأكيد مراراً وتكراراً على كفاءة وعمل قوات خطوط الأنابيب في وقت السلم، أثناء التخلص من آثار الكوارث الطبيعية والكوارث المصطنعة: إطفاء حرائق الغابات الكبيرة وحرائق مستنقعات الخث في السنوات الأخيرة، والتخلص من آثار زلزال عام 1989 في أرمينيا، والتخلص من آثار حادثة تشيرنوبيل النووية، حيث تم توفير إمدادات غير منقطعة من كميات كبيرة من المياه (تصل إلى 4 آلاف متر مكعب) من الأحواض المائية القريبة، لدعم تشغيل معمل الاسمنت والمرافق الأخرى في أراضي محطة الطاقة النووية. بالإضافة إلى ذلك، فقد ساعدت جميع أعمالهم في إنقاذ العديد من الأرواح البشرية.
سيناريو نهاية العالم — روسي بامتياز
روسيا تمتلك قوة ذرية، هي الأضخم في العالم، تضم آلاف الرؤوس النووية. لكن منذ أواخر العهد السوفييتي وحتى وقتنا الحالي تشعر الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك هي الأخرى بقوة نووية لا يستهان بها، بالرعب والقلق، وذلك لأن بعض وسائل إطلاق مثل هذه الأسلحة في روسيا الاتحادية لا يحتاج إلى تدخل البشر.
تناقش روسيا استخدام هذا النظام بصورة علنية، في الآونة الأخيرة، وهو ما يثير قلق العالم، خاصة أنها تطور أسلحة نووية أخرى مرعبة، مثل الصواريخ، التي تعمل بمحركات نووية، والغواصات الروبوتية، التي تحمل صواريخ نووية قدرتها التفجيرية 100 ميغا طن.
في حقيقة الأمر فإن انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، الذي تحدث عنه ترامب في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يفتح الباب لتطوير أسلحة نووية مرعبة. وموسكو اعتبرت الانسحاب يمهد الطريق لنشر مثل هذه الصواريخ في أوروبا، قادرة على ضرب الأراضي الروسية.
الجنرال فيكتور ييسين القائد السابق للقوات الصاروخية الاستراتيجية نوه إلى حقيقة أنه إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية حشد صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا الشرقية، فإنه يجب على روسيا تعديل عقيدتها النووية والاعتماد على نظام الضربة الوقائية، متسائلاً هل سيكون لدى موسكو الوقت الكاف للرد في حال تعرضت روسيا لهجوم. إذ أن الوقت المتاح أمام روسيا للرد هو دقيقتين إلى ثلاث دقائق. وفي هذه الحالة ستكون الوسيلة الوحيدة للرد هي استخدام نظام بريميتر لتنفيذ هجمة انتقامية، لتدميرها أيضاً.
اقرأ أيضا — المخاطر المحتملة لنشوب حرب بين روسيا والولايات المتحدة
ونظام بيريميتر يعد من أكثر الأمور العسكرية سراً، وجميع المعلومات حول مكوناته، ووظائفه، وطريقة عمله هي معلومات قليلة جدا، وسرية للغاية، وهو نظام أوامر آلي يصدر أوامره إلى القوات النووية الروسية لتوجيه ضربة نووية جوابية مدمرة، حتى عندما تكون قد دمرت بالكامل مراكز القيادة وخطوط الاتصالات مع قوات الصواريخ الاستراتيجية.
ويضمن النظام إطلاق الصواريخ البالستية من جميع منصات الإطلاق البرية والجوية والبحرية، في حال تمكن العدو من تدمير كل القيادات التي يمكن أن تعطي أوامر الرد. وبالتالي فإن نظام بيريميتر هو نظام مستقل تماماً وغير مرتبط بالوسائل الأخرى للاتصالات وأوامر مراكز القيادة، وحتى الحقيبة النووية لا علاقة لها بتفعيله.
الفراغ الأمريكي في بلاد الأوغاريت سوري أم روسي أم تركي
إشارات أمريكية متضاربة حول الانسحاب من سورية وخلافات مستمرة حول الجهة التي ستسيطر على المنطقة. الواضح أنه ليس هناك أدنى شك من أن خطوات واشنطن في شمال شرق سوريا تسبب الغضب لدى بعض الحلفاء في الناتو. ويبدو أن رئيس لجنة رؤساء أركان القوات المسلحة الأمريكية عاد بخفي حنين بعد الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى أنقرة، التي تبدي قلقاً كبيراً تجاه من سيشغل فراغ الأمريكان في الشمال الشرقي لسوريا.
الخطط التي أعلن عنها القائد الأعلى للجيش الأمريكي، في وقت سابق، لسحب الوحدة الأمريكية من سوريا، من المرجح أن تتم مراجعتها بشكل جدي. وبحسب البنتاغون، فإن الولايات المتحدة لن تغادر سوريا حتى تتلقى ضمانات أمنية لحلفائها المخلصين في الحرب ضد داعش، أي الأكراد السوريين.
الأهم من ذلك، هو أن الأتراك أنفسهم ليسوا مستعدين لمثل هذا السيناريو، الذي سيتطلب الكثير من الموارد للسيطرة على الإقليم، وكذلك الاستعداد لتسليم إدلب أخيراً، وجلب فصائل معتدلة من المعارضة السورية إلى الشرق. الآن، هناك مفاوضات مكثفة مختلفة. إلا أن هذه مجرد خيارات، فالولايات المتحدة لا تزال قادرة على الاحتفاظ بدور الحكم واستقدام أدوات القوة التي لديها عند الضرورة من العراق والأردن.
البنتاغون يتفهم دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها، لكن واشنطن لا تعتبر الأكراد السوريين إرهابيين على الاطلاق. وهي تعمل على إيجاد مسار سياسي في سوريا يمكن النازحين من العودة لبيوتهم.
إدارة الرئيس الأمريكي، تعمل حالياً على إنشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أكبر التحديات في المنطقة على رأسها التهديد الإيراني. والحديث يدور عن تشكيل قوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة. والعمل مع القوات الأمريكية لتدمير المنظمات الارهابية
ويبدو أول إشارة في هذا الاتجاه هو التوقيع على اتفاقية تفاهم جديدة حول توسيع التواجد الأمريكي في قاعدة العديد الجوية بين الولايات المتحدة وقطر. باعتبار أن هذه القاعدة تعد بالنسبة لواشنطن مفتاح الأمن الدفاعي الأمريكي. والتركيز أولا وقبل كل شيء على الشراكة الأمنية والدفاعية.
دورات طلابية في أمريكا عن الحرب الروسية الهجينة
الحرب الروسية الهجينة — عنوان لدورات طلابية في جامعة جورج تاون التي تعتبر واحدة من أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية وأكثرها نفوذاً. ووفقاً للبرنامج الذي تم نشره على الموقع الإلكتروني، فإن الجامعة سوف تشرح لطلابها عن الذباب الإلكتروني والروبوتات الروسية وعمليات المعلومات الخاصة بالكرملين، والتدخل في الانتخابات الأمريكية وضم شبه جزيرة القرم.
وتقول الجامعة في وصف هذه الدورة التعليمية غير المسبوقة، والتي لا مثيل لها في العالم، إنها ستتناول الهجمات المزعومة كالهجوم السيبراني ضد إستونيا في عام 2007، وغزو جورجيا في عام 2008 على الرغم من أن جورجيا هي التي اجتاحت أراضي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، والتلاعب وكذلك مسائل التأثير والإنكار غير الشرعيين، وقراصنة الإنترنت، والرجال الخضر. وتقول الجامعة إن المحاضرات سوف تتطرق إلى العقيدة والأيديولوجية الروسية، وإنها سوف تناقش مع الطلاب أمثلة عن حروب روسيا الهجينة، ولماذا يشكل هذا تحدياً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
اقرأ أيضا — حرب هجينة تدق مضاجع العم سام
بدأ الحديث عن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2016، وهواجس سيطرة موسكو على كل شاردة وواردة في العالم. ويجري المدعي الأمريكي الخاص، روبرت مولر، تحقيقا موازيا لتحقيق أخر يقوم به الكونغرس حول هذه المزاعم. لكن وبحسب رأي الرئيس الأمريكي، يروّج الديمقراطيون بنشاط لهذا الموضوع من أجل تبرير هزيمة مرشحتهم هيلاري كلينتون.
السلطات الروسية كانت قد نفت مرارا وتكرارا أي تدخل لها في العملية الانتخابية الأمريكية. وفي الوقت نفسه، شددت موسكو على أن الولايات المتحدة قد تدخلت مرارا وتكرارا في الشؤون الداخلية لبلدان ثالثة.
الجيش الأوروبي الموحد بداية النهاية؟
تتحدث الأوساط العسكرية مرة أخرى عن الصعوبات والمصالح والمخاوف التي تحول دون تشكيل جيش أوروبي موحد. وهنا نذكر مستمعينا الكرام أنه قبل بضعة أشهر، أثارت تصريحات الزعيمين الألماني والفرنسي المجتمع الأوروبي بشأن إنشاء جيش أوروبي موحد.
الجيش الأوروبي المشترك، وفق الخبراء الأمنيين في مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية في مسائل الدفاع، هو مشروع سابق لأوانه. المشكلة الرئيسية، كما يقول بحثهما، هي أن لدى باريس وبرلين أهدافاً مختلفة من تنفيذ هذه المبادرة العسكرية. فحالما تنتقلان من الأقوال إلى الأفعال، سينشأ بينهما احتكاك وتوتر.
القيادة الألمانية الحالية ترى في الجيش الموحد خطوة أخرى نحو التكامل السياسي للكتلة، وطريقة إضافية لضمان السلام بين الدول الأعضاء، بينما، في باريس، ينظرون إلى الجيش الأوروبي الموحد كعنصر إضافي في الاتحاد الأوروبي للدفع بمصالحه في مناطق نفوذه. هناك فرقان دقيقان آخران يعقّدان تنظيم جيش أوروبي موحد: أولاً، وجود جيش واحد يختلف كليا عن حصيلة تجميع جيوش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فالأمر يحتاج إلى إنشاء قيادة وتنسيق قتالي وبالطبع المال؛ وثانيا، إمكانية استخدام جيش موحد في وظائف بوليسية. فليس هناك ذكر لهذه الإمكانية، في أي مكان. لا يمكن للجيش الأوروبي الموحد، بحكم تعريفه، أن يبقى بمنأى عن المشاكل التي يحلها الاتحاد بالوسائل العسكرية. وهذا يعني، وجود احتمال كبير لاستخدامه في أي من بلدان الاتحاد التي تحاول رفع مصالحها الوطنية فوق مصلحة الاتحاد. لعل قادة العديد من البلدان الأخرى قد رأوا بالفعل هذا الاحتمال غير المستحب، ولذلك، فلم ينضم أحد إلى فرنسا وألمانيا في حملاتهما النشطة لإنشاء جيش أوروبي موحد.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم
