تناقش الحلقة تطورات المشهد السياسي في اليمن، على ضوء ارتفاع منسوب التوتر بين جماعة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام"، وإمكانية أن تؤدي إلى إعادة اصطفافات جديدة سياسية وعسكرية في المنطقة، لا سيما مع توارد أنباء عن دخول بلدان خليجية على خط الأزمة بين حليفي الأمس.
وقد أسهم الاتفاق الأمني الذي توصلت إليه القوى السياسية في تهدئة حالة التوتر والترقب التي تعيشها صنعاء مع خروج تظاهرات منفصلة لكل من الحليفين المتخاصمَين "أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، بعد أن توصل اجتماع عقد في القصر الجمهوري ورأسه رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد إلى اتفاق تتولى بموجبه اللجنتان الأمنية والعسكرية «تأمين مهرجان حزب المؤتمر بذكرى تأسيسه…وكذلك تأمين الفعاليات التي دعت إليها اللجنة الثورية لـ"أنصار الله"، في اليوم نفسه، في مداخل صنعاء والخاصة بدعم الجبهات وتسيير القوافل".
وقبيل ذلك كان مصدر مسؤول في حزب "المؤتمر الشعبي العام" صرح بأنه لا صحة لما تروج له بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تزعم بأن حوارا يجري بين "المؤتمر الشعبي العام" ودولة الإمارات العربية المتحدة، حول وقف الحرب.
وبدأ الخلاف بين "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي العام" عندما أعلن الأخير عن إقامة فعالية وصفتها الحركة بأنها "فئوية" في ظل تصاعد الحرب على اليمن، على البلد والطريقة التي حشدت بها قيادات «المؤتمر»، ما أدت إلى استفزاز الشريك الآخر في صنعاء («أنصار الله») وطرحا الكثير من علامات الاستفهام ولا سيما أن ظروف الجبهة الداخلية تملي على كل الأطراف الوطنية وضع خلافاتها جانباً والبحث عن مساحات الاشتراك لمواجهة نتائج الحرب وآثارها المدمرة..
وإعتبر مسؤولو «أنصار الله» أن قيادة المؤتمر عمدت منذ شهرين إلى "استنفار وتحشيد قواعده الشعبية بطريقة موجهة نحو الداخل وليس الخارج مع الإشارة إلى أن كل الفعاليات المليونية التي أقيمت منذ بداية العدوان في العاصمة لم يستغرق الإعلان عنها سوى أسبوع واحد سواء الفعاليات المشتركة أو التي أقيمت منفردة من طرف واحد"
ورأى هؤلاء أن «المؤتمر يستغل المعاناة الراهنة لخلق حالة تذمر ضدهم وتحميلهم مسؤولية ما يحدث وهو ما يعدّ تبرئة لتحالف (العدوان)».
وفي سياق متواز عبر "الإخوان المسلمين" في اليمن عن خيبة أملهم وشعورهم بالخذلان والتلميح باللجوء للاتصال بـ"أنصار الله" وحزب "المؤتمر" الذي يرأسه علي عبدالله صالح.
كما شكك هؤلاء بما وصفوها بـ"نوايا التحالف السعودي الذي أوصد أبوابه ومنابره الإعلامية بوجه ساسة ونشطاء حزب الإصلاح الإخوان الذي تضرر بسبب الأزمة الخليجية مع قطر".
وقالت مصادر "إخوانية" يمنية في تصريحات صحفية إن "الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة في الخليج العربي أسهمت في خذلان القضية اليمنية التي كانت محور نشاط التحالف السعودي لاستعادة السلطة في اليمن خلال العامين الماضيين".
وقالو أضافت إن الأزمة الخليجية "أدخلت القضية اليمنية ملف النسيان"، وأن ذلك "دفع بالأطراف اليمنية إلى تحسس وضعهم الداخلي للبحث عن حلول محلية ممكنة للأزمة اليمنية ومحاولة التوصل إلى وقف تام للحرب بعد فشل كل المحاولات الخارجية لذلك التي كانت لا تحمل بذور الحلول الناجعة للأزمة اليمنية".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
