رفضت الخزانة الأمريكية تعامل المصارف العراقية مع إيران، فيما بعثت تعميما وصل إلى البنك المركزي العراقي في شهر تموز الماضي يهدد بفرض عقوبات اقتصادية على كل مصرف لديه تعاملات مالية مع طهران. وبهذا الأعمام باتت الحكومة العراقية غير قادرة على تسديد ما بذمة وزارة الكهرباء من ديون متأخرة الدفع لإيران، وهو أمر دفع طهران إلى إيقاف تزويد العراق بالطاقة وفجّر الأزمة الأخيرة.
ونقلت وسائل اعلام محلية تابعتها، إنّ "الخزانة الأمريكية أبلغت البنك المركزي بداية تموز بعدم السماح لأيّ مصرف عراقي بالتعامل مع إيران"، مهدّدةً بـ"تجميد أموال المصرف الذي يخالف التعليمات الصادرة عن الخزانة الأمريكية".
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، في وقت سابق، عن انخفاض انتاج الطاقة الكهربائية بالعراق الى 14 الف ميغا واط بعد وقف ايران تزويد العراق بـ1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور علاء القصير:
"كان على البنك المركزي العراقي والمصارف العراقية أن تقوم بوقف إجراءات التعامل مع إيران قبل أن تقوم الولايات المتحدة بإبلاغ البنك المركزي العراقي بهذا الموضوع، طالما أنه لا توجد لدى المصارف العراقية قاعدة مالية قوية ولا إمكانيات كافية لإقامة علاقات دولية مع بنوك أو مصارف عالمية، وبالتالي أصبحت المصارف في العراق عبارة عن دكاكين لبيع العملات والاستفادة من خلال عملية بيع وشراء الدولار. وأغلب المصارف العراقية لها علاقات قوية ومتينة مع مصارف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال العقود التي أبرمت بين الطرفين، وبالتالي سيكون هناك ضرر كبير إذا ما تم فرض عقوبات مالية على هذه المصارف الأهلية، فهي ليست لديها حصانة كاملة من قبل البنك المركزي العراقي، وعموما لا توجد دلائل موثقة على وجود علاقات للمصارف الأهلية في العراق مع إيران."
وأضاف القصير، " أن الحكومة الإيرانية قامت بمنع العراقيين المقيمين في إيران من إيداع مبالغهم في الدولار، وإنما بالريال الإيراني، وبالتالي سوف تكون هناك خسائر كبيرة جدا للعراقيين، وسوف يؤثر ذلك على الاقتصاد العراقي وعلى ايداعات التجار العراقيين في إيران وحتى على المصارف العراقية."
وتابع القصير، " هناك الكثير من الدول بدأت تتعامل مع القرار الأمريكي ضد إيران بشكل إيجابي، والموضوع سوف يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العراقي، طالما هناك المليارات من الدولارات يتم التعامل بها بين الجانبين العراقي والإيراني في مختلف المجالات، والعراق سينفذ القرارات الأمريكية كونها صاحبة السلطة والقوة، وبنفس الوقت سيكون الضرر كبيرا في إيران و يؤثر كثيرا على الجانب الاجتماعي للمواطنين الإيرانيين."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون
