وقال عبد المهدي خلال استقباله في جدة (الخميس)، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، أن "العراق اليوم ليس كالأمس"، مشيراً إلى أن بغداد "تستقبل وفوداً شقيقة وصديقة بشكل مستمر".
فهل أصبح العراق أمنا ومحطة لجذب رؤوس الأموال والاستثمارات الخارجية؟
عن ذلك يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الباحث الأمني والمستشار الإعلامي لمركز التنمية الإعلامية علي فضل الله:
"العراق بدء سياسة جديدة منذ زمن حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق العبادي، واستمرت هذه السياسة في حكومة السيد عادل عبد المهدي، وهذه السياسة تقوم على الابتعاد عن سياسة التمحور والانفتاح على الجميع، بما في ذلك المحيطات العربية والإقليمية والدولية، والعراق نجح في هذا الموضوع، في ظل التغيرات التي حصلت في المنطقة، والتي تعتبر تغيرات إيجابية وساهمت في تدعيم النصر العسكري والأمني على المجاميع الإرهابية، مع وجود قوة في وحده قرار حكومة السيد عادل عبد المهدي، مما جعل هذا الانفتاح في أن يكون مثمرا، ذلك أن المحيطين العربي والإقليمي يستشعران أهمية العراق، خصوصا بعد نصره السياسي وتجاوزه الأزمة الأمنية، على الرغم من أن المنطقة ما زالت تعيش في أزمة مع وجود مشاكل أمنية وسياسية. وإلى حد ما، فإن الأمن موجود في العراق، لكن نحتاج الى تثبيته، وهذا يأتي من خلال التفاعل مع المحيطين العربي والإقليمي، وهي أمور بدت واضحة على أرض الواقع، من خلال الزيارات الكثيرة صوب العراق، آخرها الزيارات المتبادلة مع المملكة العربية السعودية وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي، والسيد عادل عبد المهدي يطمح من خلال هذه الزيارات تحقيق بعدين مهمين، البعد الأول يتمثل في تعشيق الاقتصاد العربي مع الاقتصاد العراقي، يكون العرب فيه شريك في الأمن العراقي، بالإضافة إلى إنهاء الأزمات والدخول كطرف وسيط لحلحلة الأزمة بين الجارتين إيران والمملكة العربية السعودية."
وفيما إذا كان رأس المال المُستثمر في العراق يساهم في تحقيق الأمن في العراق، يقول فضل الله:
"في كل الاستراتيجيات العالمية، دائما ما تكون الغايات والنهايات فيها ذات مكاسب اقتصادية ومالية، واليوم الأنظمة السياسية بدأت تفكر بعقلية ذات حداثة أكبر، لذلك تطمح في الدخول الى الأسواق الناشئة، والعراق يُعد أحد هذه الأسواق، فهو يمتلك موارد طبيعية كثيرة، كما أنه يشكل سوقا استهلاكية كبيرة، وهذا ما يدفع بالمستثمرين الاتجاه صوب العراق، حيث أن النظرية التي تقول أن رأس المال جبان ويغادر الأماكن الخطرة باتت نظرية قديمة، خصوصا مع دخول أسواق المال. وقد يكون العراق لا يمثل بيئة قوية وجاذبة للاستثمار، لكن المستثمر الشجاع سوف تكون له السطوة الأكبر في الحصول على أكبر المكاسب، والعراق يراهن على هذا المعترك، فالسيد عادل عبد المهدي بفكره السياسي والاقتصادي يريد أن يحقق ذلك في أن يمزج بين السياسة والاقتصاد والأمن وتحقيق الاستقرار السياسي، ليس للعراق فقط وإنما للمنطقة أجمع."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون