أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن طلبت من السلطات السعودية معلومات بشأن احتجاز نشطاء مدنيين و"حثتها على احترام الإجراءات القانونية".
وتابع: "نواصل تشجيع حكومة السعودية على احترام الإجراءات القانونية ونشر المعلومات حول وضع القضايا القانونية".
ويعد هذا أول تعليق لواشنطن منذ اندلاع النزاع بين الرياض وأوتاوا بسبب اعتقال نشطاء حقوقيين في السعودية.
ويأتي التعليق على خلفية الخلاف بين السعودية وكندا، بعد تصريحات وزيرة الخارجية الكندية، بشأن من وصفتهم بنشطاء المجتمع المدني الذين أوقفوا في السعودية، وحثها الرياض على الإفراج عنهم فورا.
وأدت تصريحات الوزيرة الكندية إلى إعلان الرياض سفير أوتاوا لديها شخصا غير مرغوب فيه، وطلبت مغادرته خلال 24 ساعة، كما قامت باستدعاء سفيرها لدى كندا للتشاور.
من جهة أخرى، ترأس العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم الثلاثاء 7 يوليو/تموز ، في نيوم بمنطقة تبوك.
وجدد مجلس الوزراء في الجلسة، رفض المملكة المطلق والقاطع لموقف الحكومة الكندية السلبي والمستغرب الذي لم يبن على أي معلومات أو وقائع صحيحة بشأن ما أسمته نشطاء المجتمع المدني الذين تم ايقافهم، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
ومشدد مجلس الوزراء، على أن إيقاف النشطاء المذكورين تم من قبل الجهة المختصة، وهي النيابة العامة، لاتهامهم بارتكاب جرائم توجب الإيقاف، وفقا للإجراءات النظامية المتبعة، التي كفلت لهم حقوقهم المعتبرة شرعا ونظاما، ووفرت لهم جميع الضمانات خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة.
وأكد المجلس في جلسته برئاسة الملك سلمان، وجوب الالتزام بالمواثيق والمبادئ والأعراف الدولية، التي تقضي باحترام سيادة كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية المحكومة بدستورها وأنظمتها وإجراءاتها الحقوقية والقضائية.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت، فجر يوم الاثنين 6 يوليو/ تموز ، استدعاء سفيرها في كندا للتشاور، واعتبرت السفير الكندي في المملكة شخصا غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال الـ24 الساعة المقبلة، كما أعلنت تجميد التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة كافة بين السعودية وكندا، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى.
يقول فيكتور نادين-ريفسكي ، الباحث العلمي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية ، التابع لأكاديمية العلوم الروسية في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، طرد السفير الكندي من السعودية هو تكتيك معتاد للقيادة الملكية الجديدة. ويؤكد رد الفعل هذا على صرامة موقفهم، وتصلبهم أمام كل محاولات فرض وجهة نظر مختلفة، تختلف عن وجهة نظرهم. وتتفاعل قيادة المملكة العربية السعودية بهذه الطريقة مع كل الخطوات تقريباً التي ترى فيها محاولة لفرض وجهة نظر شخص آخر عليها.
وهذا موجه أيضا إلى سير العمليات السياسية الداخلية في المملكة. ويجب أن يثبت الزعيم الجديد استقلاله ويظهر تصميمه وقوته وقدرته على مقاومة أي ضغط خارجي.
يمكن أن تدوم الأزمة بين الرياض وأوتاوا حوالي الشهر وربما أكثر. كل شيء يعتمد على كيفية محاولة الكنديين تنظيم هذه العلاقة — إما عن طريق الاعتذار ، أو من خلال الإصرار على ذلك. وتصر السعودية على أن تقبل كندا وجهة نظرها ".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي