وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلفادوري مارتينز بونيلي، في موسكو، اليوم الثلاثاء: "نعتبر تصعيد الخطاب العسكري من جانب الولايات المتحدة أمرا هداما ومضرا، لا سيما أن شركاءنا يؤكدون لنا أنهم لا يريدون العودة إلى زمن "الحرب الباردة"، وإذا كان الأمر كذلك حقا، فعليهم أن يتحلوا بحذر شديد عند الإدلاء بتصريحات".
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت عن تقرير أعده مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، أن هناك عدة خيارات متاحة أمام الولايات المتحدة، في حال خروجها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، ردا على "الانتهاكات الروسية" لهذه الوثيقة، ومن تلك الخيارات نشر صواريخ مجنحة في أوروبا أو آسيا ونشر صواريخ بالستية متوسطة المدى مجهزة بتقنيات متقدمة تتيح تصحيح مسارها بعد دخولها الغلاف الجوي مجددا.
وقال لافروف تعليقا على الاتهامات الأمريكية: "لم يقدم الأمريكيون أي تفاصيل بشأن مزاعمهم، لكن ذلك يتطلب إجراء حوار جدي للغاية، ونحن مستعدون لدراسة جميع الشهادات".
وأعاد إلى الأذهان أن موسكو توجهت بدورها إلى الجانب الأمريكي بأسئلة معينة بشأن الأنشطة العسكرية الأمريكية المثيرة للقلق، وبالدرجة الأولى الدرع الصاروخية العالمية التي تنشرها واشنطن، إذ ترى روسيا أن هذه الأنشطة تمثل انتهاكا مباشرا لاتفاقية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقعا، في عام 1987، معاهدة تقضي بإتلاف جميع الصواريخ المتوسطة المدى (ما بين 1000 و5500 كم) والقصيرة المدى (مابين 500 و1000 كم) التي كانت بحوزتهما، وتم تطبيق المعاهدة بالكامل عام 1991، وواصلت الدولتان عمليات التفتيش المتبادلة حتى عام 2001. إلا أن موسكو وواشنطن تبادلتا، خلال الأشهر الماضية، الاتهامات بخرق المعاهدة، إذ تحدثت واشنطن عن تجارب مزعومة لصواريخ من هذا النوع، أجرتها روسيا، في ما ترى روسيا أن واشنطن خرقت المعاهدة من خلال تطويرها للدرع الصاروخية وبرنامج الطائرات من دون طيار، فضلا عن برامج أمريكية أخرى مثل "الضربة العالمية الخاطفة" التي تهدف إلى تغيير ميزان القوى في العالم.