وقال بيسكوف للصحفيين، اليوم الاثنين: "نحن نعلم أن عددا كبيرا من الأنباء تعتبر فقاعات صحفية كاذبة متعمدة، إذا جاز التعبير، فيما يتعلق، مثلا، بالنتائج المترتبة على العمليات العسكرية الجوية، التي تنفذها هناك القوات المسلحة الروسية. إننا نلاحظها خلال الأسابيع القليلة الماضية بوفرة كبيرة. وأعتقد أن الأكذوبة الأخيرة تمثل واحدة منها، على الأرجح".
وأعاد بيسكوف إلى الأذهان أن وزارة الدفاع الروسية أكدت مرات عديدة أن الاهتمام الأساسي لدى اختيار أهداف للضربات الجوية يولى لضرورة عدم إلحاق أي ضرر بسكان مدنيين مسالمين.
كما أشار إلى أن العسكريين الروس يمتنعون في حالات عديدة عن قصف تجمعات سكانية يختبئ بها الإرهابيون عن قصد كعادتهم.
وجدير بالذكر أن روسيا منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وبطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، بدأت بتوجيه ضربات دقيقة التصويب إلى مواقع تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
وخلال الفترة المنصرمة وجهت القوات الجوية الروسية المرابطة في قاعدة "حميميم" في سوريا أكثر من 930 ضربة جوية، أدت إلى مقتل عدة مئات من مسلحي التنظيم، وتدمير العشرات من مراكز القيادة والمستودعات وغيرها من المنشآت التابعة له. وعلاوة على ذلك أطلقت مجموعة من سفن الأسطول الروسي في بحر قزوين صواريخ مجنحة أصابت الأهداف في مناطق واقعة تحت سيطرة "داعش" على الأراضي السورية.
وتدل معلومات متوفرة لدى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية على أن مسلحي "داعش" بدأوا بالانسحاب من مناطقهم تحت تأثير الضربات المدمرة للطيران الحربي الروسي، وبعد خسارتهم للجزء الأكبر من السلاح والعتاد على خطوط التماس مع القوات السورية.
وزادت المجموعة الجوية الروسية المتمركزة في سوريا من عدد طلعات طائرات الاستطلاع بدون طيار لمراقبة تطورات الأوضاع بأكبر دقة ممكنة.
هذا وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من هذا الشهر، أن طول المدة الزمنية للعمليات العسكرية الروسية في سوريا سيتحدد بأبعاد العمليات الهجومية الحالية للعسكريين السوريين. واستبعد بوتين مع ذلك احتمال استخدام القوات المسلحة الروسية في عمليات قتالية برية في سوريا.
