السفير الروسي بدمشق: من المبكر تقييم إمكانية تنسيق جهود دمشق وواشنطن في مكافحة الإرهاب

صرح السفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر كينشاك، أن تقييم إمكانية التنسيق بين جهود واشنطن ودمشق في مكافحة الإرهاب، يبدو مبكرا، وأن من غير المؤكد أن يكون الأميركيون قد نضجوا لمثل هذا التنسيق.

دمشق- سبوتنيك

وقال السفير كينشاك في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "فيما يتعلق بالسوريين، يمكنني الاستناد إلى تصريحات الرئيس بشار الأسد مؤخرا، والذي أكد الاستعداد للتعاون العملي مع القيادة الأميركية الجديدة".

وأكد السفير الروسي لدى سوريا أن السلطات السورية تسيطر اليوم على قرابة 35 بالمئة من أراضي البلاد وعدد سكان هذه المساحة يصل إلى أكثر من 10 ملايين نسمة.

وقال  "وفق التقييمات المختلفة، في الوقت الحالي، السلطات الشرعية تسيطر على قرابة 35 بالمئة من أراضي البلاد. وأشير إلى أنها تتضمن جميع المدن الكبيرة والمناطق المكتظة سكانيا حيث يعيش أكثر من 10 ملايين نسمة".

وقال كينشاك: "جيشنا من المركز الروسي لمصالحة أطراف النزاع يشارك إلى حد ما، وبنجاح، في الاتفاق وتنفيذ أي مبادرات تهدف لخفض العنف وتطبيع الأجواء بالسبل السلمية".

وأضاف السفير، مجيبا على سؤال بخصوص تقرير منظمة العفو الدولية الذي يدعو روسيا للضغط على دمشق لوقف "الإعدامات الميدانية" و"التعامل الوحشي مع المعتقلين": "يتحدث التقرير المذكور حول حالات إعدام جماعية دون 

محاكمة في السجون السورية، إلا أن هذه الاتهامات غير موثقة بأية أدلة. علاوة على ذلك، يوجد أساس للاعتقاد بأنها محاولة أخرى ليس لحشو مواد لم يتم توثيقها فحسب، بل وربما لتعمد تلفيقها".

وأشار السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن التعاون بين روسيا وسوريا لم يقتصر يوما على المجالين السياسي والعسكري، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين أجرى زيارة إلى سوريا بحث خلالها تنسيق العمل في مجال التعاون الاقتصادي، وبحث تنفيذ مشاريع مشتركة.

وقال السفير: "كان الطرفان يوليان اهتماما مطلوبا لتطوير العلاقات الثنائية في مجال التجارة والاقتصاد. والمفهوم أننا عملنا ذلك ولا نزال نعمله مع الأخذ بعين الاعتبار وقائع الحياة التي يعايشها شركاؤنا السوريون في فترة الحرب وعواقب النزاع الأهلي الداخلي الحاد الذي طال أمده في 6 أعوام بالإضافة إلى التأثير السلبي للعقوبات الغربية".

وتابع كينشاك: "ومن هذا المنطلق كانت الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، زيارة أعطت نبضة مفيدة جدا لسرعة تطوير التعاون بيننا وسوريا، حيث أن  دميتري روغوزين أجرى مباحثات 

مكثفة ومفيدة جدا مع ممثلي القيادة السورية. وتم تسجيل ما توصل إليه الطرفان من تفاهمات واتفاقات في البروتوكول الذي وقعه كل من دميتري روغوزين ونظيره السوري وهو نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الحكومية المشتركة من الجانب السوري ووزير الخارجية وليد المعلم".

وأشار السفير إلى أن هذه الوثيقة تعتبر "بمثابة برنامج منسق للعمل في المستقبل على المدى المتوسط، لأنه يضم مشاريع كبيرة مشتركة قد بدأ إنجازها بالفعل. والحديث هنا يدور حول توسيع التعاون المتبادل النفع والشراكات التجارية في قطاعات التجارة والصناعة والزراعة والنفط والغاز واستكشاف واستخراج الموارد الطبيعية والطاقة الكهربائية والنقل وتكنولوجيات المعلومات والمواصلات والمرافق وغيرها من القطاعات".