وتعمل شركة "سينوك" الصينية منذ نحو أسبوع على طبع آلاف الكتب لمادة الرياضيات لسد النقص الحاصل بمنهج طلبة المدارس في محافظة ميسان أقصى الجنوب العراقي، إضافة إلى عملها على النفط.
وأكد مسؤول الفريق الطوعي بمنظمة "تبني" للشباب الناشط، حسنين المنشد في حديث لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأحد، أن شركة "سينوك" الصينية العاملة مع نفط الجنوب، لبت نداءا توجهنا لها في وقت سابق، للمساعدة في حملة أطلقتها المنظمة بعنوان "لننقذ التعليم".
وتتمثل حملة "لننقذ التعليم" المساهمة بطبع كتب من المنهج الدراسي لطلبة المدرس بالمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، بسبب عدم استلامهم كامل المنهج عن أزمة شهدها العراق هذا نتيجة الظروف الاقتصادية والحرب القائمة على الإرهاب.
وتابع المنشد، أن الشركة الصينية باشرت منذ أيام متكفلة بطبع ثلاثة ألاف نسخة من مادة الرياضيات للصف الثاني الابتدائي، متوقعا أن تستلم المنظمة هذه النسخ خلال الأسبوع الحالي، من سينوك.
ويبلغ النقص الحاصل في كتاب الرياضيات للصف الثاني، 56 ألف نسخة، لطلبة محافظة ميسان وحدها، مثلما ذكر المنشد مشيرا إلى أن دائرة صحة المحافظة دعمت الحملة وساهمت بالطبع أيضا.
ووعد المنشد، بتوزيع نسخ الرياضيات حال استلامها من الشركة الصينية وصحة ميسان، على الطلبة، لمنع عرقلة تعليمهم وحسم معاناتهم في استلاف الكتب والبحث عنها بين المكتبات في المحافظة والعاصمة بتوجه ذويهم إلى شارع المتنبي الثقافي العريق بالكتب، بحثا عن نواقص المنهج.
اللافت أن دائرة صحة ميسان، ساهمت من اليوم الأول لانطلاق الحملة لتكملة النقص في المنهج الدراسي، بوضع مطبعة عندها، تحت تصرف الناشطين وأوراق مؤلفة تبرع بها المواطنون في المحافظة ليدعموا أطفالهم والجهود المدنية للشباب الناشط.
وأكثر المناهج شحة، كان كتاب تعلم اللغة الإنجليزية للصف الثالث المتوسط بواقع 17 ألف نسخة يحتاجها الطلبة في ميسان وما وصل منها من وزارة التربية 195 نسخة فقط لم تكفِ أساتذة المادة، حسبما ذكر المنشد قائلاً "تمكنا من طبع ألف نسخة من الانجليزي خلال 48 ساعة من بدء الحملة".
وكانت منظمة "تبني" المعنية بالمجتمع المدني، أجرت تحركات واجتماعات ومخاطبات منها نحو صحة ميسان التي لبت فورا المناشدة، وكذلك عبر شركة نفط الجنوب بالتوسط لدى شركتي بتروجاينا وسينوك الصينيتان، لمساعدة الطلاب في محنتهم هذه.
ونوه المنشد إلى مؤتمر صحافي ستعقده المنظمة قريبا لتقديم توصيات ومقترحات بشأن النقص في كتب المنهج بعد توزيع النسخ التي تم طبعها من قبل "سينوك" والصحة مع المنظمة.
وكان لأزمة الكتب ثورة شعبية غاضبة في العراق، ارتفع بها سعر الكتاب الواحد من بين المسربة من المدارس إلى أكثر من 10 دولارات، إن وجد في المكتبات التي تشهد إقبالا يوميا لأولياء الأمور وصغارهم بحثا عن مادة واحدة الأقل من المنهج لتجنب التوبيخ من معلمة أو مدرس المنهج.
وحسب شهادات أولياء الأمور والطلبة، تحدثوا لمراسلتنا، أن أغلب الكوادر التدريسية تعطي الدروس للطلاب دون أن يتوفر لدى الكثير منهم كتب المنهج الحال الذي أوقع الطالب بين الخوف من الرسوب وترك التعليم والنفور منه بعد عجزهم من العثور على الكتب في المكتبات التي ترفض التعامل مع هذا النوع من الكتب لأن من بينها مسروقة من مخازن المدارس.