قبل أيام كانت عائلة في حي كرم اللوز بمدينة حمص السورية، واليوم عائلة في صحنايا بريف دمشق، ولا ندري أي عائلة ستكون الضحية التالية للقنابل الموقوتة التي غزت منازل السوريين والمسماة "مدافئ الغاز" بأشكالها وألوانها المتنوعة.
أسئلة عديدة واستنكار أكبر ردّده كل من شارك في تشييع أربعة أطفال ووالدتهم في منطقة صحنايا، يوم أمس الأول، حيث حصدت "مدفأة الغاز" أرواحهم التي هربت من الموت من "داعش" في الرقة.
وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة "الوطن" السورية: تعرضت عائلة المواطن نصر شاكر الخلف، من أبناء محافظة الرقة، إلى الاختناق في منزلهم في بلدة صحنايا، صباح الأحد الماضي، وذلك بسبب استنشاق جميع أفراد العائلة لمادة غاز البوتان الذي يستخدمونه لتشغيل "مدفأة الغاز". ومن خلال الوقائع يبدو أن العائلة ونتيجة البرد الشديد تركت المدفأة مشتغلة وناموا جميعاً، ليكتشف ابن عمهم الذي حضر إليهم لدى فتح الغرفة أنها مشبعة بالغاز الذي أدى إلى اختناق جميع أفراد العائلة والبالغ عددهم 7 أفراد- الوالدة و6 أطفال. وعند إسعافهم إلى مشافي دمشق كانت النتيجة 5 وفيات بمن فيهم الوالدة ونجاة طفلين من هذه العائلة والأب الذي يعمل خارج القطر لإعالة أسرته.
وصرّح مصدر في جهاز إطفاء مدينة دمشق للصحيفة السورية: توجه الكثير من المواطنين لاستخدام غاز البوتان في التدفئة نظراً لقلة مادة المازوت. وهذا رغم المخاطر الكبيرة على حياة مستخدميه لأن الغاز يقوم بحرق الأوكسجين الموجود في المنزل، ما يؤدي إلى حدوث الاختناق دون أن يشعر الشخص بذلك.
وأضاف: حاولنا التواصل مع الجهة المشرفة على تصنيع المدافئ التي تستخدم الغاز ولم تتم إفادتنا بوجود هذه الجهة.
يشار إلى أن مصادر النفط ومشتقاته في سوريا تعرضت — منذ بداية الأحداث — للتخريب والتدمير على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، كما تقوم بعض تلك الجماعات باستثمار الآبار النفطية وبيع مخزونها لبعض سماسرة حكومات دول الجوار وعلى رأسها تركيا.
وقد انخفضت نسبة استخراج وإنتاج النفط بعد اندلاع الأحداث في سوريا إلى حوالي 95 بالمئة، ما دفع الحكومة السورية إلى الاعتماد على الاستيراد والشراء من الأسواق العالمية، في حين تباع موادرها المحلية بأثمان بخسة إلى بعض دول الجوار ومنها إلى الأسواق العالمية بالأسعار الرائجة.