يتابع حميد قائلاً:"لا أؤمن فعلاُ بأنّ فرنسا بلد ديمقراطي 100%، هناك مجموعات ضغط كثيرة تؤثّر في الحياة السياسية. لكن على الرغم من ذلك أقول إن فرنسا بلد حريات وهنا صوت المواطن يحدث فرقاُ في المشهد السياسي. لهذا السبب سأذهب اليوم لمركز الاقتراع لأدلي بصوتي".
ويتحدث حميد عن العلاقة التاريخية بين فرنسا والجزائر.. هذه العلاقة التي تؤثر كثيراً على صوت الناخب من أصول جزائرية، ويرى أن بعض من الفرنسيين من أصل جزائري "تجاوزوا عقدة استعمار فرنسا للجزائر والمجازر التي ارتكبتها هناك، لكن البعض الآخر ما زال عالقاً في تلك الحقبة ولهذا السبب وفي بعض الأحيان يمتنع بعض الفرنسيين من أصول جزائرية عن التصويت لأنهم لا يشعرون فعلاً بانتماء قوي لفرنسا".
ويضيف حميد:" أنا شخصياُ اتخذت قراري وسأصوت للمرشح إيمانويل ماكرون.. لن أكذب وأقول إنني ضليعٌ بالسياسة الفرنسية، لكنني أمتلك الحد الأدنى لأميز بين من هو أفضل لمصلحة فرنسا ومصلحة الأجانب الذين يعملون بجهدٍ ويسعون للحصول على الجنسية الفرنسية كما حصل معي".
ويشرح حميد سبب اختيار للمرشح إيمانويل ماكرون على حساب زعيمة "الجبهة الوطنية" اليميني مارين لوبن، فيؤكد أن لو بن معروفة بخطابها المعادي للمهاجرين وللأجانب والمسلمين بشكل خاص".
وأردف قائلاً "من أجل ذلك لا يمكنني أن أمنحها صوتي، أضف إلى ذلك أنها لا تمتلك برنامجاً اقتصادياً واضحاً".
وأضاف حميد "من جهةٍ أخرى أرى أن خطاب إيمانويل ماكرون يعدّ معتدلاً نوعاً ما. ولكم قدّرت الزيارة التي قام بها إلى الجزائر واعترافه هناك بأن فرنسا ارتكبت جرائماً ضد الانسانية في الجزائر.. لقد كان شجاعاً باعترافه".
ويضيف: "إيمانويل ماكرون يحظى بدعمٍ كبير من عمالقة الأموال والمصارف والشركات الكبيرة. هذا أمر يدعو للقلق. لربما ستتأثر قراراته السياسية بهذه العلاقات التي مولت حملته الانتخابية".
وأردف حميد قائلاً "على الرغم من هذا التحفظ إلا أنني أظن بأن ماكرون سيكون أفضل بكثير من مارين لو بن".
ويغادرني حميد على عجل ليدلي بصوته في هذه الجولة الحاسمة التي ستسفر عن سيد جديد أو سيدة جديدة للإليزيه، يترقب الفرنسيون والأوروبيون معرفة من يكون ويعدون الدقائق منذ أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة من مساء اليوم بتوقيت باريس، لإعلان الاسم رسمياً.
وتبدو الجزائر بتاريخها العريق، الحاضر الغائب في هذه الانتخابات الفرنسية، فستة ملايين جزائري تحمل نسبة كبيرة منها الجنسية الفرنسية بحسب إحصاءات رسمية عدة، يمثلون جزءً كبيراً من الوعاء الانتخابي خاصة في مدينة مثل مرسيليا حيث يمثل المواطنون من أصل جزائري قرابة 70 بالمئة من سكانها.
تقرير أسامة الحريري.