أنطاكيا — سبوتنيك. وقال عضو اللجنة المركزية لاتحاد الأطباء الأتراك الدكتور يشار أولوطاش، لوكالة "سبوتنيك"، إن "نسبة تلقيح الأطفال في تركيا قد انخفضت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة حيث ترفض 23 ألف أسرة تلقيح أطفالها بسبب تأثرها بالجماعات الدينية وحملتهم المناهضة للتلقيح".
وحذر من احتمال زيادة نسبة الأسر الرافضة لتلقيح أطفالهم فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى انتشار الأمراض الوبائية في تركيا في المستقبل القريب.
وأضاف: "بدأت بعض الجماعات الدينية حملة ضد التلقيح ونتيجة لهذه الحملة تمتنع أكثر من 23 ألف أسرة من تلقيح أطفالها، هناك أكثر من 23 طفل غير ملقحين حاليا".
واستطرد قائلا: "هذا لا يهدد صحة الأطفال وذويهم فقط وإنما يهدد صحة اﻷطفال الآخرين إذ سيتعرض الأطفال الملقحين للعدوى من اﻷطفال غير الملقحين عند إصابتهم بأمراض وبائية يمكن تجنبها عن طريق التلقيح".
وفيما يخص الطب البديل قال الدكتور أولوطاش، إن "الحكومة التركية التي تدعم وتشجع الطب البديل مثل الحجامة تغض الطرف عن تلقيح الأطفال".
ولفت إلى أن المحكمة الدستورية كانت قد أقرت "أن التلقيح غير إلزامي وفق القوانين التركية"، وكان هذا برأيه، "بمثابة إشارة موجهة إلى وزارة الصحة لكي تقوم بتعديل قانوني يجعل التلقيح إلزامي من أجل الأمراض التي يمكن منع انتشارها عن طريق التلقيح في حين لم تقم وزارة الصحة بإجراء هذا التعديل حتى الآن، لذا تقوم السلطات التركية بدعم الطب البديل والأساليب الطبية غير العلمية ويلتزمون الصمت أمام ضرورة إلزام المواطن بتلقيح أطفاله".
من جانبه قال رئيس فرع طب الأسرة في اتحاد الأطباء الأتراك، فتحي بوزجالي، لوكالة "سبوتنيك"، إن "نسبة التلقيح في المجتمع التركي بدأت تتراجع نتيجة رفض أكثر من 23 ألف أسرة تلقيح أطفالهم وهذا بدوره يهدد صحة المجتمع، محذرا من أن ذلك ينذر بتفشي الأمراض الوبائية والمعدية مثل الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد والدفتيريا في المرحلة المقبلة بتركيا وهذا بدوره يمكن أن يزيد نسبة وفيات الأطفال، لذلك على وزارة الصحة أن تجري تعديلاً قانونياً يلزم المواطنين بتلقيح أطفالهم لمنع انتشار الأمراض الوبائية".
وحول سبب توجه المواطنين في تركيا إلى الطب البديل والأساليب غير العملية في العلاج، قال الدكتور بوزجالي "السبب الأول هو تفكك الأسس العلمانية بتركيا وتحول المجتمع التركي إلى مجتمع متحفظ والعودة إلى العصور الوسطى إلى جانب هيمنة الجماعات الدينية على المجتمع وبسط نفوذها عليها وغرز أفكارها المتخلفة في عقول الناس".
وأضاف "تقول هذه الجماعات الدينية إن اللقاحات تحوي دهن الخنزير ومواد ضارة بالصحة بغية منع الناس من تلقيح أطفالها، في حين أن وزارة الصحة لا تتخذ أي إجراء لمنع مثل هذه الحملات والوقوف ضدها".
وتابع "لجأت الحكومة إلى تشجيع الطب البديل غير المثبت علمياً بدلاً من منعه حيث تتكفل مؤسسة الضمان الاجتماعي بتكاليف علاج الطب البديل للمواطن وهذا يؤدي إلى عزل الأساليب الطبية العلمية ورفضها".
وأشار إلى "أن الطب البديل يعرض حياة وصحة الناس للخطر حيث يصاب بعض المواطنين بحالات صحية خطيرة بعد لجوئهم إلى أساليب الطب البديل فعلى سبيل المثال تأتي نساء لجأن إلى أساليب الطب البديل مثل العلاج بدودة العلق إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بنزيف شديد".
وأشار إلى وجود مراكز طبية في ضواحي إسطنبول وشرق البلاد يقوم على إدارتها أشخاص ليس لديهم كفاءات طبية، وأن الطب البديل قد تحول إلى قطاع بحد ذاته ينتشر بسرعة هائلة في المجتمع التركي ويشكل تهديداً كبيراً على صحة المجتمع.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة التركية بدأت، منذ عام 2011، بترخيص مراكز للطب البديل التي تعتمد أساليب غير علمية مثل العلاج بـ "دودة العلق"، و"الحجامة".