يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "الصراع والجوع يعززان بعضهما البعض، نحن بحاجة إلى معالجة الجوع والصراع معا لحل أي منهما".
ماذا حدث في بوركينا فاسو؟
في وقت متأخر من مساء الجمعة - فجر السبت، قتل ما لا يقل عن 138 شخصا في هجوم وصف بأنه الأكثر دموية في البلاد منذ بدء أعمال العنف "المتطرفة" في 2015.
الهجوم المسلح هذه المرة كان على موقع "للقوات الرديفة" ومنازل في بلدة "سولهان" الواقعة على المنطقة الحدودية لبوركينا فاسو مع النيجر، وجاء في أعقاب هجوم آخر استهدف، في وقت متأخر مساء الجمعة قرية "تدريات" الواقعة في المنطقة ذاتها، وقُتل خلاله ما لا يقل عن 14 شخصا.
والقوات الرديفة، هي قوة دفاع مدنية يُطلق عليها "متطوعون للدفاع عن الوطن" تحارب الجماعات الإرهابية، تشكّلت في ديسمبر 2019 لدعم الجيش في مكافحة الإرهاب.
UNICEF déplore l'attaque armée du village de Solhan qui a entrainé la mort de plus de 100 personnes civiles.
Nos pensées et condoléances vont aux familles endeuillées et au peuple burkinabè.
La population et les enfants doivent être protégés partout et à chaque instant. pic.twitter.com/A8RM73cBMJ
— UNICEF Burkina Faso (@UNICEF_Burkina) June 5, 2021
ويخضع عناصر هذه القوات لتدريب عسكري لمدة أسبوعين، ثم يبدؤون العمل إلى جانب قوات الأمن في مهمات مراقبة، وجمع معلومات.
وصفت الحكومة في بوركينا فاسو الهجوم بـ"الإرهابي" والمهاجمين بـ"الإرهابين"، في وقت لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث، فيما قالت وسائل إعلام أجنبية أن منفذي الهجوم لديهم ارتباط بتنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين.
وأعلنت الحكومة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، مشيرة إلى أن الضحايا من جميع الأعمار، وأن الإرهابيين أشعلوا النار في المنازل والسوق الرئيسية.
العالم غاضب
أثار الهجوم الأخير موجة غضب واسعة في العالم، وتحدث عدد كبير من قادة العالم منددين بما حدث، ومطالبين بإنهاء هذه المأساة، بمن فيهم ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال إن الأمين العام "غاضب" من المذبحة.
وأضاف في بيان أن غوتيريش "يدين بشدة الهجوم الشنيع ويؤكد على الحاجة الملحة لأن يضاعف المجتمع الدولي دعمه للدول الأعضاء في مكافحة التطرف العنيف وخسائره البشرية غير المقبولة".
#بوركينا_فاسو:
الأمين العام @antonioguterres يدين مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 7 أطفال في هجوم نفذه مجهولون على بلدة صلحان شمالي البلاد.
وشدد الأمين العام على الحاجة الملحة لأن يضاعف المجتمع الدولي دعمه للدول الأعضاء في مكافحة التطرف العنيف. تفاصيل👇https://t.co/cbiEqRvnPZ pic.twitter.com/qUw7AYSmYy— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) June 5, 2021
من جهته أدان ممثل الأمين العام الخاص ورئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا والساحل، محمد صالح النظيف، الهجوم ووصفه بـ"الإرهابي الدنيء".
ودعا النظيف "الحكومة إلى بذل قصارى جهدها "لإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة".
وأعلنت السفارة الإسبانية لدى بوركينا فاسو، تعليق أنشطة الأسبوع الأوروبي للسينما المنظم في بوركينا فاسو، بسبب الحداد الوطني المعلن عقب الهجوم.
من جانبه ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان بالجريمة، ووصف ما تمر به بوركينا فاسو بـ"المحنة"، وأعرب عن تعازي فرنسا للضحايا، وقال إن بلاده "تقف إلى جانب بوركينا فاسو في هذه المحنة.. وفرنسا مصممة أكثر من أي وقت مضى على مواصلة حربها المشتركة مع بوركينا فاسو ضد الإرهاب في الساحل".
كندا هي الأخرى نددت بالجريمة، ووصفت سفيرتها لدى بوركينا فاسو، كارول ماكين، العملية ب،"الهجوم البشع" وأكدت على أن "لا شيء يبرر استهداف المدنيين"، وشددت السفيرة على أن بلادها "ستبقى إلى جانب بوركينا فاسو في حربها على الإرهاب".
نعرب عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي طال بلدة سولهان شمال بوركينا فاسو pic.twitter.com/ULWN4xpRvI
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) June 6, 2021
من جانبه اعتبر الأزهر الشريف في مصر أن الهجوم الأخير بـ"الأسوأ في تاريخ بوركينا فاسو"، داعيا إلى تكاتف الجهود الدولية للقضاء على الجماعات الإرهابية في بوركينا فاسو، لافتا إلى أن هذا "يُسهم في تحقيق أكبر قدر من الاستقرار والأمن".
وأدانت الحادث كذلك مصر والسعودية والجزائر والإمارات عدد آخر من الدول العربية والأجنبية.
ليس الهجوم الأول
يصنف الهجوم الأخير في بوركينا فاسو بأنه الأكثر دموية، لكنه يبقى واحدا من عمليات كثيرة كانت دموية كذلك، وبحسب منظمة الأمم المتحدة تسببت الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو في نزوح نصف مليون شخص منذ عام 2020 وحتى الآن.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بسبب الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو بأكثر من مليون نازح يبحثون عن مناطق أكثر أمنا.
إلا أن الوضع الأمني تدهور بشكل حاد في بوركينا فاسو خلال شهر أيار/مايو الماضي حيث تضاعف عدد الهجمات الإرهابية خاصة التي تستهدف المدنيين في القرى المعزولة شمالي البلاد.
وقتل 30 شخصا الشهر الماضي في هجوم وقع في الجزء الشرقي من بوركينا فاسو. وكان الجيش قد أطلق عملية عسكرية كبرى في شهر مايو ردا على العمليات الإرهابية، ولكن قوى الأمن لا تزال تواجه صعوبات في منع وقوع أحداث العنف.