بعد معجزة الفلسطينيين الستة... أغرب طرق الهروب من السجون

بكل ما تمثله طريقة هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، من غرابة وربما إعجاز، إلا أنها تبقى واحدة من بين عمليات هروب غريبة كثيرة حدثت في التاريخ الحديث.

وفتحت العلمية الأخيرة الباب لتذكر أغرب طرق الهروب من السجون حول العالم، والملاحظ أن هذه السجون كانت توصف أيضا بأنها "شديدة التحصين"، ومستحيل الهرب منها، لكن دائما ما يكون الأمل في الحرية أقوى من كل التحصينات. ويستعين المساجين عادة بالمتاح أمامهم من أدوات تساعدهم في الفرار وغالبا تكون هذه الأدوات غير مناسبة لكنهم يطوعونها لهدفهم.

الهروب من السجن الحصين

تصف السلطات الإسرائيلية معتقل جلبوع بـ"السجن الآمن"، لأن زنازينه مبنية على شكل "خزنات"، ورغم التحصينات الكبيرة التي يتمتع بها السجن تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الهروب من السجن، في عملية وصفها الكثير بـ"المعجزة".

فسجن جلبوع مصمم على شكل أقسام منفردة لا تتصل بينها وكأن كل قسم هو سجن منفرد، وكل خروج من القسم، يمر في مسارات داخلية محاطة بالجدران والأسلاك وأجهزة الرقابة، وتم بناء متاهة بين جميع الخزائن، التي تجعل من الصعب على السجين معرفة مكان وجوده، والسجن يضم خمس أجنحة منفصلة، يمر الطريق إليها من خلال نفس المتاهة.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية تم بناء كل زنزانة "خزنة" باستخدام 66 طناً من الخرسانة المصبوبة، وهو ما يعادل 3 أضعاف وزن الزنزانة في السجن العادي، وأسفل كل "خزنة تم وضع مادة مثبتة على الأرض، تمنع الحفر وتكشف ما إذا كان أي شخص قد حاول الحفر فيها، وأرضية كل "خزنة"، مبنية بالباطون المسلح وبطبقة فولاذية من تحتها صفائح الفولاذ، الذي تصنع منه دبابات الميركافاه الإسرائيلية.

وفي السجن مثبت 72 كاميرا تراقب كل خطوة داخل السجن على مدار 24 ساعة، ويحاط بالسجن كلاب حراسة وأجهزة استطلاعية، ويقوم السجانون يوميا بالفحص الأمني لأرضية الزنازين، والمراحيض والشباك الحديدية.

ورغم كل هذه التحصينات تمكن الستة من الهرب من السجن، ورغم أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن الطريقة التي هربوا بها إلا أنها ستبقى واحدة من أكثر علميات الهروب غرابة في التاريخ.

الهروب المعجزة

فوق جزيرة صخرية عملاقة مساحتها تقريبا 890م²، تقع في خليج سان فرانسيسكو، اسمها الكاتراز تم بناء سجن حربي. نظريا هو مكان يستحيل الهروب منه، فإذا تمكن السجين من الهرب من الحراس، وقفز الأسوار العالية، سيجد نفسه في الخليج الممتلئ بأسماك القرش، إلا أن السجناء فرانك لي موريس، والأخوان آنجلين وآلان ويست تمكنا من الهروب بالفعل، في عام 1962 في خطة ذكية ومدروسة، استخدموا فيها كل الأدوات المتاحة أمامهم حتى طبيعة الجزيرة المبني عليها السجن.

الخطة كانت مقسمة على 3 أقسام، الأول استخدام المعالق التي يأكلون بها في حفر نفق يصل بهم إلى خارج السجن، والثاني هو استخدام الشمع والصابون في صنع رؤوس دمى يضعونها في أسرتهم حتى يتمكنوا من تضليل الحراس في السجن، ويعتقدون أنهم نائمون، أما القسم الثالث فهو سرقة بعض سترات النجاة ويصنعوا من قارب يبحرون به في الخليج.

وبالفعل نفذوا خطتهم، ولحسن حظهم تعطلت إحدى المكانس الكهربائية في السجن ، فعرض موريس إصلاحها، الذي كان قد تعلم بعض الأمور من فنون الميكانيكا من أحد الكتب التي حصل عليها من مكتبة السجن، وبالفعل فكك موريس المكنسة ووجد لها موتورين فسرق أحدهما وأصلح الآخر، ولم ينتبه أحد إلى ما قام به، ونقل الموتور إلى زنزانة الهروب وركب عليها رأس حفّار ساعدهم في عملية حفر النفق، ونجحوا بالفعل في اكتساب الوقت، رغم أنهم كانوا قليلاً ما يستخدمونه خوفا من افتضاح أمرهم بسبب صوته.

بالفعل انطلق الثلاثة من الفتحة التي صنعوها، وتسلقوا مواسير الصرف، واتجهوا نحو نافذة للتهوية التي كانت سهلة التفكيك، وخرجوا جميعًا من السجن وانطلقوا في الخليج قبل أن ينكشف أمرهم.

في اليوم التالي اكتشف الحراس هروب المساجين الثلاثة، وأن ما يرقد في أسرتهم مجرد دمى، بحثوا كثيرا عنهم وعرضوا مكافأة لمن يستطيع يبلغ عنهم، لكن كل ذلك لم يصلهم إلى شيء ورجحت الشرطة وفاة الثلاثة، لتغلق بذلك قضية هروبهم، بوعد هذه الفضيحة أغلق سجن الكاتراز، ونقل المسجونين إلى سجون متفرقة داخل الولايات المتحدة.

أما المفاجأة الكبرى هي صورة نشرت تظهر الأخوين الهاربين من السجن على قيد الحياة وإقامة جون وكلارنس أنجلين في مزرعة في البرازيل في عام 1975.

الهروب بطائرة هيلكوبتر

في 2018 أقدم السجين رضوان فايد (46 عاماً) على الهرب من أحد السجون الفرنسية بطريقة غير تقليدية، إذ تمكن من الهرب بمساعدة أشخاص مسلحون برشاشات كلاشنكوف، في الهروب عبر طائرة هليكوبتر هبطت في باحة السجن.

وكان فايد يقضي عقوبة بالسجن مدتها 25 عاما في سجن "ريو" جنوبي باريس، بعد إدانته بالسطو المسلح وقتل شرطية عام 2010 في عملية سرقة فاشلة.

ورغم أنهم طريقة غير معروفة في الهرب، لكنها لم تكن الأولى التي تستخدم الطائرة في الهرب، إذ سبقه باسكال باييت في الهروب مرتين، بالطريقة ذاتها مستخدما طائرة مروحية مسروقة.

وساعد باسكال عملية هروب لمساجين آخرين باستخدام طريقة المروحيات نفسها.

Get to the chopper: Pascal Payet had his friends rescue him from the roof of a French prison in a hijacked chopper. pic.twitter.com/Ds3xiTesAy

— Escapism Puzzle Room (@EscapismPuzzle) August 16, 2016

​وباسكال كان محكوما عليه بالسجن ثلاثين عاماً بسبب جريمة قتل وسرقة، وتمت إضافة 7 سنوات جديدة لمحكوميته بعد محاولة الهروب الأولى التي قام بها عام 2000، ثم كرر الأمر نفسه وهرب مرة أخرى عام 2003، وبعد حوالي أربع سنوات من ذلك ألقي عليه القبض في إسبانيا، رغم أنه كان قد خضع لجراحات تجميل لتغيير شكله.

الهروب بواسطة مسدس مزيف

في ثلاثينيات القرن الماضي، اشتهر رجل العصابات الأمريكي جون هيربرت ديلينجر، كأحد أخطر المجرمين الذي تعمل عصابته في سرقة البنوك.

أطلقت عليه الشرطة الأمريكية "العدو رقم 1" لكثرة الجرائم التي قام بها وأفراد عصابته، بينما اعتبره البعض بطلا شعبيا كون البنوك وقتها كانت تتلقى اللوم على فترة الكساد في الولايات المتحدة الأمريكة كما أنه كان يقوم بتوزيع بعض الأموال التي يسرقها على الفقراء.

ألقي القبض على ديلينجر بعد حادثة سرقة وسُجن حتى عام 1933، لكنه تمكن من الهرب عن طريقة مساعدة أفراد من عصابته انتحلوا صفة ضباط، وفي 1934 تم اعتقال دلينجر في أريزونا وأرسل إلى إنديانا ليواجه تهمة بقتل أحد رجال الشرطة، لكنه بعض وقت قصير في سجن كراون بوينت، بإنديانا تمكن من الهرب رغم أن هذا السجن كان يوصف بأنه "من السجون الحصينة"، الغريب هي الطريقة التي هرب بها ديلينجر من السجن حيث صنع مسدسا خشبيا وطلاه باللون الأسود ثم بورنيش تلميع الأحذية، وهدد به حراس السجن وتمكن من أسرهم، وهرب بسهولة، وقتل بعد ذلك على يد أفراد من الشرطة الأمريكية.

وحولت قصة دلنجر إلى فيلم في عام 2009، حمل عنوان "Public Enemies"، بطولة جوني ديب وحاز على عده جوائز.

الهروب بمفتاح سحري

في يناير 1995 سجلت واحدة من أغرب طرق الهروب، هذه المرة في المملكة المتحدة، حيث استخدم ثلاثة سجناء قوة الملاحظة في حفظ شكل مفتاح السجان، وتمكنوا من صناعة نسخة طبق الأصل منه من خلال عملهم في ورشة حدادة في السجن.

وكذلك صنعوا جميع الأدوات اللازمة لهروبهم في السجن والتي من بينها سلمًا فولاذيًا طوله 25 قدمًا وبندقية "محلية الصنع"، ونحجوا في الهروب من السجن بالفعل، وتم القبض عليهم بعد 4 أيام، وهم يحاولون رسم خطة لسرقة طائرة.