وتقدمت الفتيات واجهة الفعالية التي نظمها "ماراثون بغداد للسلام — رياضة ضد العنف" من حدائق "أبو نؤاس"، مع دراجاتهن الهوائية الشائع تسميتها في العراق بـ"البايسكلات"، صفا بصف الشباب، في محاولات لكسر الإرهاب والتقاليد المعنفة للمرأة.
وقال منسق "ماراثون بغداد للسلام"، الشاب أحمد علاء، في حديث لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن فعالية "عندي حلم — عندي بايسكل"، إن 70 شخصا بينهم فتيات، غالبيتهم من العراق، شاركوا في الفعالية.
وأضاف علاء أن عددا من المشاركين وصلوا للماراثون الذي أقيم في منتزه "أبو نؤاس" المطل على نهر دجلة، قادمين من فلسطين، ومصر.
وتحدثت آلاء ياسين، ووهي إحدى المشاركات في ركوب الدراجة الهوائية التي تعتبر من الممنوعات اجتماعياً في العراق، لمراسلتنا، عن أهمية مشاركة الرجال في فعالية هدفها التضامن مع المرأة، قائلة:
"مهم جداً أن يكون الرجال داعمين لنا، لأنهم أخواننا وآباؤنا وكذلك الزوج أو الابن، في كل الأحوال، يمنحون المرأة حقها دون غبن، وعندما يناصر الرجل المرأة فإن حقها لن يضيع وتستمر معه بنفس الحقوق والمساواة".
وعبرت الشابة آلاء عن فرحها بالفعالية التي تمثل الكثير بالنسبة للنساء في المجتمع العراقي، وبدعم كبير من الرجال.
ويحب الشاب محمد من بغداد، وهو أحد المشاركين أيضا في الماراثون، توجيه رسالة من خلال الفعالية، إلى العالم عن سعي الشباب للرياضة والفن لأنهما يقفان بوجه العنف والظلام والتطرف.
ويرى محمد في حديثه لمراسلتنا، أن الإنسان الذي تحتضنه مؤسسة رياضية أو فنية، يشعر بالانتماء لها، ويترك الناس التي تحثه على العنف والإرهاب.
ويقول محمد، نحن بالضد من الإرهاب والتطرف، ونحث للرياضة والفن وحق المرأة في الحياة لأن لها حق وأحلام يجب أن تحقق في بلادنا.
وكانت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، آمال صقر، من الحاضرات في فعالية "عندي حلم، وبايسكل"، وقالت في تصريح لمراسلتنا،
"إن الفعالية هذه رسالة واضحة بأن الشعب العراقي أو مجموعة وتجمعات شبابية كثيرة ترمي إلى أن يكون مستقبل العراق مبني على أساس المدنية وحقوق المواطن هذا ما يجب أن يكون عليه أساس المجتمع، وهذا ما يحاول الفتيات والشباب إيصاله اليوم".
وتؤكد صقر، على ضرورة إيصال فحوى الفعالية، بعيداً عن التحزب والمواقف السياسية والطائفية، منبهة إلى أن لكل شخص مواقفه السياسية والدينية وله كامل الحرية بذلك، لكن ليس من حقه أن يتعدى على أحد ابتداء من هذا المبدأ، لذلك هم المشاركون في الفعالية يحاولون إيصال رسالة بأن المجتمع العراقي يجب أن يسير نحو المدنية وحقوق المواطنة فقط.
وتتمنى إحدى المشاركات في الفعالية، بعدما قادت الدراجة بكل أمان وحرية دون نظرات من المجتمع تلاحقها وتعنفها بعبارات التحرش والتوبيخ والازدراء والغضب، أن تستمر إقامة هكذا فعاليات تنشر المحبة والسلام بين الناس في العراق.
وفعالية عندي حلم، هي الثالثة من نوعها لماراثون بغداد — رياضة ضد العنف، تقام في العاصمة بمشاركة واسعة ضمت أبناء مختلف محافظات البلاد، وعرب، في العامين الماضيين.
وأبرز فعاليات الماراثون هي التي نظمها ناشطون وشباب من العاصمة العراقية، ماراثون دراجات هوائية انطلقوا بها من منطقة الجادرية بجانب الكرخ وسط بغداد، لحمل رسالة سلام إلى بابل تضامناً مع ضحايا التفجير الإرهابي الذي طال ملعب الإسكندرية الشعبي في 25 مارس/آذار العام الماضي.
