كيف يمكن أن يفهم اللبث في طريقة تعاطي الدولة التركية مع مستجدات الحالة السورية وخاصة لجهة سياساتها المتبعة في الأراضي السورية المحتلة ؟
حقيقة بناء مركز اتصالات لاسلكي تركي على الأراضي السورية هل يعني أن تركيا قادمة على خطوات خطيرة ومشبوهة؟
إلى أي نهاية سوف تسير تركيا بسياستها الحالية فيما يخص التعامل مع الدولة السورية؟
بخصوص طريقة تعاطي الدولة التركية مع مستجدات الحالة السورية يقول الخبير في قضايا التوازن الاستراتيجي والإقتصاد العسكري اللواء الدكتور سهيل يونس:
في الحقيقة القضية السورية قضية واسعة النطاق، يمكن أن نسميها قضية منظومية لكثرة الأطراف والعناصر الداخلة فيها، وفي واقع الأمر الحديث عن القضية السورية دون الأخذ بالأساسيات هو فرط جهد دون فائدة تذكر. نحن نتكلم في إطار منظومة دولية لها مجالات على الصعيد الإقليمي، والشرق الأوسط جزء من منظومة إقليمية، ونحن في إطار الحديث عن الدور التركي الذي أصبح دوراً مشبوهاً، إذا ما تحدثنا عن الدور التركي في سوريا يجب أن نبحث أولاً في تقييم تركيا من خلال دورها وموقعها في المنظومة الدولية، فتركيا هي جزء من حلف الأطلسي، وهي دولة مهمة جداً في الموقع الاستراتيجي، وهي أيضاً رأس حربة لحلف الأطلسي في قضية المواجهة الدولية ، لذلك كانت دائماً تمثل تهديداً بالنسبة للاتحاد السوفييتي السابق ولروسيا حالياً، لانقول تمثل عدو وإنما تمثل نداً قوياً يهدد المصالح الروسية، بالإضافة إلى كونها كرأس حربة للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
أما بالنسبة للسلوكيات الحالية التي تتبعها تركيا حيال تواجدها في بعض المناطق السورية بشكل عام وتحديداً لجهة موضوع مركز الاتصالات الجديد يقول اللواء يونس:
السياسة التركية تعتمد في سوريا على واقع جغرافي معين لأقليات معينة، وإذا ما أخذنا الدور التركي في الشمال السوري بدءا من مناطق عملية غصن الزيتون وصولا إلى مناطق عملية درع الفرات بالإضافة إلى المناطق الأخرى المحتلة نرى أن التواجد التركي في سوريا يأخذ أشكالاً متعددة وإذا أخذنا بعين الاعتبار كل هذه الإجراءات التي تقوم بها ضمن سياسة التتريك من التعليم وصولاً إلى الاتصالات وغيرها من الإجراءات الأخرى والملحقة بها.
وأردف اللواء يونس: إذا تحدثنا عن موضوع الإتصالات فنرى أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات يستخدم السكان السوريون في هذه المناطق شبكات الإتصالات التركية كما وأن شبكة السورية للإتصالات "سيريا تيل" لاتصل إلى هذه المناطق ولاتعمل فيها خطوطها، وكما نرى حالياً يقوم التركي بتعزيز هذا الموضوع في مناطق جرابلس وإعزاز من خلال مد شبكة اتصالات جديدة، أما بخصوص التواجد العسكري التركي فبشكل عام في مناطق الشمال السوري ينتشر مكون سوري يطلق عليه المكون التركماني وهو منتشر في عدة مناطق متعددة من سوريا، بشكل عام هؤلاء نتيجة الفقر والحاجة وضيق الحياة عليهم إنتقل قسم منهم إلى من مناطق سكنه تركيا ويقوم التركي باستخدام هؤلاء لتنفيذ أجندته في سوريا من خلال اللغة والتعليم ومن خلال علاقات الجوار الموجودة، وبالتالي مركز الاتصالات الذي يتم الحديث عنه بالحقيقة هو موجود منذ عدة سنوات وكما قلنا جاري حالياً مد شبكة اتصالات جديدة وكبيرة لتغطية احتياجات سكان المنطقة ومنع التاثير السوري عليهم وهذه نقطة مهمة جداً.
وأضاف اللواء يونس: تركيا تعتقد خطاً أنها قادرة على البقاء في سوريا طويلاً وأنه يمكنها أن تتواجد تواجداً دائماً بالرغم من أن تركيا خلال جميع الإتفاقات مع الدجول الضامنة لحل الأزمة في سوريا وهم الروسي والإيراني في كل الاتفاقات كانت تركيا توقع بشكل دائم على بند الالتزام بسيادة ووحدة الأراضي السورية واستقلالها، إذا تركيا ضامنة لسوريا وموّقعة على موضوع الحفاظ على وحدة واستقلال الدولة السورية.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم