زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان عقب التفجير الذي أوقع آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، رافقها الكثير من الجدل، خاصة بشأن ما يمتلكه ماكرون لمساعدة لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية ضاعفها الانفجار بشكل كبير.
وأضاف أن ماكرون جاء من أجل دعم الشعب اللبناني، وأن الخيارات التي يملكها ماكرون هي الضغط على الحكومة الحالية من أجل تنفيذ الإصلاحات الواجبة لتقديم المجتمع الدولي المساعدات اللازمة.
وشدد على أن ماكرون أكد أن الدول التي تساند لبنان لن تقدم أية مساعدة إلا إذا ظهرت عمليات الإصلاحات بشكل ملموسة.
خيارات فرنسا
ويرى أنه من ضمن الخيارات المفتوحة مسألة فرض عقوبات شخصية، إلا أنه في إجابة ماكرون على أحد الصحفيين بافتراض الجانب الإيجابي أولا.
وأشار إلى أن ماكرون رفض المطالبة بعودة الانتداب، وأكد أن لبنان دولة مستقلة ذات سيادة، وأن الكرة بيد الشعب اللبناني والقيادات، وأن فرنسا تساهم وتدعم وتساند دون أي تدخل في الشأن الداخلي.
وشدد على أن الطبقة السياسية لن تصل إلى أي حلول مغايرة في الفترة الراهنة.
استثمار الأزمة
من ناحيته قال الدكتور أيمن عمر الخبير الاقتصادي اللبناني، إنه على الرغم من استقلال لبنان عن فرنسا، إلا أنه في ثقافة ووعي الشعب اللبناني بشكل عام، بقيت فرنسا الأم الحنون.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه بعد أيام قليلة تحل مئوية إعلان دولة لبنان الكبير، وأن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون ليستغل الحدث الكارثي في لبنان للقيام بزيارة لإعادة إحياء الدور الفرنسي التاريخي في لبنان.
ويرى أنه لا يمكن إغفال العنصر المسيحي في لبنان- وهي الراعي له- وأن وسعي فرنسا الدائم للحفاظ عليه عبر توفير مقوّمات استمرار العيش فيه، بالإضافة إلى أمريكا موكلة إلى فرنسا متابعة الملف اللبناني.
مساعدات اقتصادية
وبحسب عمر فإن فرنسا ساعدت في التاريخ الحديث الاقتصاد اللبناني عبر مؤتمر باريس1 ومؤتمر باريس2 ومؤتمر باريس3 ، عبر ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد، وليس مؤتمر سيدر ببعيد، الذي سيوفر للبنان 23 مليار دولار لتنفيذ كامل المشاريع المقترحة، ولكنه اشترط إجراء إصلاحات هيكلية للحصول على هذه الأموال.
إصلاحات ضرورية
وتابع بقوله:" اعتقد أن هذه العمليات الشعبوية التي قام بها ماكرون لن تسمن ولن تغني من جوع، وجلّ ما يمكن تقدمه فرنسا للبنان في هذه المرحلة هو تقديم بعض المساعدات الإنسانية والغذائية، أما الدعم الحقيقي لانتشال الاقتصاد اللبناني من انهياره، والتي كانت تُقدر بـ 10 مليار دولار بحسب الخطة الحكومية قبل الانفجار والتي بلا شك أنها تخطت 20 مليار دولار بعده، فهي أكبر بكثير من قدرة فرنسا على توفيرها من خلال علاقاتها الدولية.
توافق دولي
الأمر يحتاج إلى توافق دولي تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي راعيته ودول الخليج والمنظمات الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هي المموّل، وهذه الحيثية غير متوفرة حالياً، بسبب اشتداد الصراع الأمريكي الإيراني واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
أزمة داخلية
هذا الدعم الدولي وإن توفّر فإن له ثمناً سياسياً سيطال بعض الأطراف السياسية المحلية، مما يعمّق من الأزمة الداخلية ويستبعد فرضية الحل، بحسب عمر.
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الخميس، بإقامة نظام سياسي جديد في لبنان.
وجاءت تصريحات ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في بيروت اليوم، نقلته وسائل إعلام ووكالات عديدة.
وقال ماكرون: "يجب بناء نظام سياسي جديد في لبنان قائم على الوحدة الوطنية".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه لا يستبعد فرض عقوبات على من وصفهم بأنهم "الذين يعيقون القيام بإصلاحات في لبنان".
وأردف ماكرون قائلا "ليست لدي معلومات بشأن انفجار بيروت أكثر مما يعرفه الرأي العام وإجراء تحقيق دولي أمر ضروري".
وتطرق الرئيس الفرنسي بحديثه لـ"حزب الله" قائلا "إذا كانوا يدافعون عن مصالح الشعب اللبناني، فليجدوا حلا للكهرباء، ولمشاكل الناس بدل أن يخدموا مصالح دولة أجنبية".
وقال ماكرون: في الشارع سمعت أناسا طالبوا بأن تعود الوصاية الفرنسية على لبنان، لا تطلبوا من فرنسا ألا تحترم سيادتكم.
وهز انفجار عنيف مرفأ بيروت، مساء الثلاثاء، ما تسبب في تضرر نصف مباني المدينة تقريبا نتيجة شدة الانفجار العنيف مع وقوع عدد كبير من الضحايا وخسائر كبيرة في الممتلكات.
