وقالت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية، اليوم الاثنين، إن "بالونات حارقة أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة، تسببت في اندلاع 9 حرائق في المستوطنات المتاخمة للقطاع".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأن "عناصر الإطفاء يحاولون إخماد النيران التي اندلع 4 منها في مستوطنة كيسوفيم".
وطرح البعض تساؤلات بشأن مستقبل التهدئة الموقعة مؤخرًا برعاية مصرية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وحول إمكانية الدخول مجددا في حرب شاملة بينهما في الأيام القادمة.
توتر قائم
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه "اعتقل فلسطينيا بعدما تجاوز الحدود مع قطاع غزة". وأوضح الجيش في بيان نشره عبر حسابه الرسمي"تويتر"، قال فيه إن "مقاتلو الجيش الإسرائيلي اعتقلوا قبل وقت قصير مشتبها به عبر منطقة السياج في جنوب قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية".
وفي وقت سابق، من اليوم، أعلنت الفصائل الفلسطينية عن تنظيم مهرجان شعبي رفضا للحصار الإسرائيلي، بعد غد الأربعاء، في بلدة خزاعة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي القطاع.
انهيار مستبعد
اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن قطاع غزة يشهد حالة من الاحتقان منذ عدة أيام، خاصة بعد أن قررت إسرائيل تخفيض قيمة المنحة القطرية التي كانت تصل إلى القطاع قبل حرب مايو/ أيار الماضي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، قرر الاحتلال تخفيض المنحة من 30 مليون دولار إلى 20 مليون دولار، تصرف مساعدات للأسر المحتاجة ولشراء سولار لمحطة توليد الكهرباء في غزة، ووقف مبلغ الـ 10 مليون دولار الأخيرة التي كانت تدفع لموظفي "حماس" في القطاع.
وتابع: "عادت المقاومة منذ أيام لاستخدام أدوات خشنة كما يسميها الاحتلال، ومن ضمنها إرسال البالونات الحارقة تجاه مستوطنات الغلاف، وكان أخطرها وصول مجموعة من الشباب الفلسطيني إلى الحدود، والاشتباك مباشرة وإصابة أحد الجنود الإسرائيليين إصابة خطيرة، فيما أصيب ما يزيد عن 40 فلسطينيًا أثناء إحياء ذكرى حريق المسجد الأقصى عام 1969م".
وأكّد أن "مصر طالبت حركة "حماس" بضبط الحدود ومنع وصول الشباب للسلك الشائك، ومن الواضح أن الأمر لم يكن به التزام كامل مما أحرج مصر الضامنة للتهدئة والتي تتحرك لمنع انهيارها، حيث انطلق من قطاع غزة الأسبوع الماضي صاروخان تجاه مستوطنة سديروت، وتدخل الجانب المصري لمنع ردة فعل إسرائيل".
ورغم هذا التصعيد، يستبعد الرقب "أن يحدث انهيار كامل للتهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس"، وأن الأمور قد تعود لطبيعتها من جديد، خاصة أن الطرفين غير معنيين بالاشتباك في هذه المرحلة".
واستطرد: "نأمل ألا يتم إغلاق معبر رفح البري لفترة طويلة، خاصة أنه المتنفس الوحيد لقطاع غزة"، وتوقع أن "تنجح القاهرة في سحب فتيل الأزمة، وترتيب الأمور بشكل متدرج لرفع الحصار عن قطاع غزة".
أوضاع مقلقة
بدوره، اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن "الاشتباكات بين إسرائيل وحركة "حماس" خفيفة ولا يمكن أن تصل لحرب حتى الآن، لكن المؤشرات سلبية بين الطرفين".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "حماس والمقاومة في قطاع غزة تريد الضغط على الحكومة الإسرائيلية بهذه الاشتباكات، من أجل تحرير أموال المنحة القطرية لقطاع غزة، ومن أجل كسب بعض التسهيلات للقطاع، ولسكانه الذين يعانون من الحصار الشديد والمستمر".
ويرى كنعان أن "الأجواء غير الإيجابية بين الطرفين، ربما تؤدي إذا استمرت في نهاية المطاف لحرب إضافية بين المقاومة وإسرائيل، لكن يبدو أن الطرفين غير معنيين بحرب شاملة الآن، وما يحدث مجرد عمليات كر وفر".
وأكد أن "حكومة بينت – لابيد تخشى من تدهور الأوضاع، والذي ربما يؤدي لسقوط هذه الحكومة بسبب دعم القائمة العربية الموحدة لها، حيث يؤثر تشديد الأوضاع على قطاع غزة، وانعكاساته على الحكومة الإسرائيلية واستمراريتها".
يذكر أن السبت الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات إسرائيلية ومحتجين فلسطينيين قرب السياج الحدودي شرقي مدينة غزة ضمن فعاليات ذكرى إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس/ آب 1969.
وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 41 فلسطينيا بجروح مختلفة بينهم 10 أطفال، إصابة 2 منهم خطيرة، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
فيما أصيب قناص في شرطة حرس الحدود الإسرائيلية بجروح وصفت بالقاتلة بعد إطلاق فلسطيني النار عليه من مسافة صفر، ورد الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف في قطاع غزة.