صواريخ غزة... هل يشهد القطاع تصعيدا عسكريا بين إسرائيل والمقاومة؟

في ظل التوتر القائم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يدرس الجيش الإسرائيلي الرد على إطلاق صاروخين من قطاع غزة، فيما تسعى الوساطة المصرية لاحتواء الأمر واستمرار التهدئة.

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي،عبر حسابه على موقع "تويتر"، إن صاورخين تم إطلاقهما من قطاع غزة سقطا في البحر أمام سواحل تل أبيب.

وأكد مراقبون أن هناك تصعيدًا جديدًا قد يكون قريبًا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وزيادة الاستيطان والتهجير.

صواريخ غزة

وقال أفيخاي: "في وقت سابق هذا الصباح، تم رصد إطلاق صاروخيْن من قطاع غزة نحو البحر الأبيض المتوسط سقطا قبالة سواحل منطقة تل أبيب الكبرى".

يشار إلى أن مدنيا إسرائيليا أصيب الأربعاء الماضي بجروح طفيفة، برصاص قيل إنه صادر من قناص يعمل على السياج الحدودي مع قطاع غزة.

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مصر تبذل جهودًا وتتوسط لمنع عملية التصعيد في قطاع غزة، على ضوء إطلاق صاروخين سقطا قبالة سواحل تل أبيب، في وقت عقد رئيس أركان إسرائيل أفيف كوخافي جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية بعدعملية الإطلاق.

ونقلت صحف محلية فلسطينية عن مصادر قولها، إن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، كان نتيجة الأحوال الجوية، ولم تكن في إطار الصواريخ التجريبية.

وقالت القناة "13" العبرية في إسرائيل، إن الجيش الإسرائيلي يبحث الرد على صاروخين انطلقا من قطاع غزة باتجاه سواحل تل أبيب.

مواجهة محتملة

اعتبر مصباح أبو كرش، المحلل السياسي الفلسطيني أن منذ أسبوعين والأجواء السائدة بين الطرفين؛ المقاومة الفلسطينية وإسرائيل توحي بأن شيئاً ما قد يحدث حول تجدد المواجهة العسكرية بينهما؛ فكما يبدو أنها مرحلة حرق أوراق في مخطط؛ أكثر منها مرحلة للنظر بعقلانية وتوازن حول ما يمكن أن تسفر عنه أي مواجهة عسكرية قادمة بينهما.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مسألة الرد على صواريخ غزة واردة جداً؛ لكن طبيعة الرد العسكري الإسرائيلي هي من ستحدد مآلات الأمور ميدانيا؛ والمتوقع أن لا يذهب الإسرائيلي بعيدا في شكل ومضمون الرد الذي سيقوم به وذلك لعدة اعتبارات أبرزها حرصه على عدم خسارة عنصر المفاجأة الذي يريد الحفاظ عليه كنقطة بداية وإنطلاق لأي حرب قادمة يخوضها ضد غزة.

ويرى أبو كرش أن من غير المستبعد تماماً قيام إسرائيل بإتخاذ مجموعة من الإجراءات المرتبطة بالملف الاقتصادي؛ المعابر والحدود وتأثير ذلك على حركة التجار والعمال؛ والبضائع من وإلى غزة.

واستطرد: "بشكل عام وفي حال لم تقم إسرائيل بالرد المباشر على إطلاق صاروخين من غزة؛ فإن الأجواء غير مريحة فهناك أكثر من فتيل قادر على تفجير الأوضاع بطرق مختلفة تتجاوز حسابات الجميع؛ فنحن نتحدث عن استفزازات وانتهاكات أسرائيلية لا تتوقف في أكثر من جانب؛ وعن مجموعة من الملفات العالقة التي لم يتم إنجازها ولم تنجح كل أشكال الوساطة في تحقيق تقدم ملموس فيها بسبب التعنت الإسرائيلي.

وساطة مصرية

بدورها اعتبرت حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن هناك رسائل غير مباشرة بخصوص إطلاق الصواريخ من غزة تجاه بحر يافا صباح اليوم، لم يكن بقصد، وإنما جاء بسبب الأحوال الجوية.

وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، إسرائيل لا تنتظر إطلاق صواريخ أو غيره لإعادة التوتر مجددا حيث أطلقت نيران رشاشاتها أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي ما تسبب بإصابه العديد من المواطنين الفلسطينيين وتجريف أراضي المزارعين شمال غزة.

وتابعت:" "إضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأسرى والأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، حيث أعلنت عائلة الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش أنه منذ الساعة الثالثة فجراً لا يستفيق نهائيا وهي بداية دخوله في الغيبوبة .

وبشأن الوساطة، قالت إن مصر تتوسط وتحاول تهدئة الأوضاع لكن يبدو أن الساعات القادمة ستكون ساعات حاسمة، لكن ربما أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة ردًا على الصواريخ، سيقابل برد عنيف من الفصائل الفلسطينية.‏

وتواجهت إسرائيل وحركة حماس في حرب استمرت 11 يوما في أيار/مايو 2021 وهي الرابعة بينهما منذ تولي حماس السلطة في غزة 2007.

ومنذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أطلقت 5 صواريخ من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية على ما جاء فى التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي الذي نشر في 29 كانون الأول/ديسمبر، وفقا لفرانس 24.