خبراء أفارقة لـ"سبوتنيك": الصراع الروسي- الأوكراني سيؤثر على الأسعار وستعاني منه القارة طويلا

أكد المدير التنفيذي لمعهد الحوار العالمي التابع لجامعة جنوب أفريقيا، فيلاني مثيمبو، أن العقوبات المفروضة على روسيا حتى الآن ستحول الانتباه إلى أفريقيا عن شركائها في أوروبا والولايات المتحدة، لافتا إلى أن أفريقيا ستتأثر بتأزم في أسعار الوقود والغذاء والحبوب.

جوهانزبرج - سبوتنيك. وقال مثيمبو، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" اليوم السبت، إن "العقوبات المفروضة على روسيا حتى الآن ستحول الانتباه إلى أفريقيا عن شركائها في أوروبا والولايات المتحدة".

وأشار المدير التنفيذي إلى أن أفريقيا ستشعر بضيق من أسعار الوقود والغذاء والحبوب، متابعا أن القمة الأوروبية الأفريقية التي اختتمت لتوها قد لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها وتحويل مخرجاتها إلى حيز الممارسة والتنفيذ.

وفيما يتعلق بخروج روسيا من نظام سويفت العالمي، أكد مثيمبو أنه سيكون من الصعب على الشركة الروسية الحصول على شراء مباشر لها، إذ ما تم إخراجها.

وتابع مثيمبو أن الولايات المتحدة لا تملك السيطرة بمفردها على إخراج روسيا من نظام سويفت المالي العالمي، موضحا أنه سيكون "من الصعب الاتفاق على إخراج روسيا... وسيكون هناك تأثير كبير على النظام بأكلمه إذا فعلوا ذلك وليس على روسيا وحدها".

وبين مثيمبو أن الرجوع عن قرار إخراج روسيا من هذا النظام، سيكون له الدور الفعال في خفض التوترات، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور بمعهد الفكر والمحادثة الإفريقيين بجامعة جوهانسبرغ، سيفاماندلا زوندي، لوكالة سبوتنيك، أن الصراع في أوكرانيا بين روسيا وحلف الناتو يؤثر بالفعل بشكل واضح على الاقتصاد العالمي وكل مجتمع في العالم تقريبًا، مبينا أنه أمر مؤسف للغاية لأن التأثير سيستمر مع أفريقيا لفترة من الوقت.

وأوضح زوندي أن هناك ارتفعا سعر النفط بسبب التضخم، فضلا عن أسعار السلع الغذائية في كل مكان وحتى وبجنوب أفريقي، مرجحا أنه من المتوقع أن يرتفع البنزين بهامش كبير في الأسبوع المقبل، نتيجة للصراع الروسي- الأوكراني.

وأردف زوندي أن الأزمة الأوكرانية سيكون لها تأثير ضار على الاقتصادات، وخاصة الاقتصادات الهامشية مثل اقتصاد جنوب أفريقيا، لافتا إلى أن هذا يأتي تباعا مع ما يعانيه الفقراء بشكل عام ممن يتأثرون ولا يزالون يكافحون تأثير فيروس كورونا.

وبين زوندي أن جنوب أفريقيا والعديد من البلدان بالقارة لديها علاقة جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى علاقة جيدة مع دول الناتو، موضحا أنه "عندما يقع الثلاثة في مثلث حرب وصراع، فإن هذا يؤثر علينا جميعًا لأنه يجبرنا على اختيار أحد الجانبين لمواكبة العلاقات واتخاذ موقف بشأن القضية التي تحدث الآن".

وأوضح أن الدعوة إلى إنهاء الصراع، والمناشدة لوقف الأعمال العدائية والمطالبة باستخدام أدوات الحوار والدبلوماسية لإيجاد نهاية لهذا الصراع، هو الطريقة المثلى لحل هذا الخلاف.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الخميس الماضي، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، وذلك في أعقاب طلب جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك رسميا دعم روسيا في مواجهة الجيش الأوكراني.
وشدد بوتين أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، منوها بأن كافة محاولات روسيا التوصل لاتفاق بشأن عدم توسيع حلف الناتو باءت بالفشل.
وأوضح أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.