الانتخابات النيابية في لبنان: عناوين انتخابية من وحي الأزمة الاقتصادية وتحالفات مرحلية

على بعد شهر من استحقاق الإنتخابات النيابية في لبنان، فعّلت الأحزاب والقوى السياسية المحلية ماكيناتها الانتخابية بعد أن رسمت صورة تحالفاتها السياسية لهذا الاستحقاق الدستوري.

وتدخل في المنافسة الانتخابية ثلاثة أطراف رئيسية، إضافة إلى ائتلافي كل من الثامن والرابع عشر من آذار، يدخل فريق المستقلين الذي هو عبارة عن أحزاب لم تشارك في السلطة، فضلا عن تيارات مدنية جديدة على الساحة السياسية اللبنانية.

وتشهد مرحلة التحضير للإنتخابات عودةً لتحالفات سابقة رغم العديد من التباينات بين أحزاب الفريق الواحد، على سبيل المثال التحالف المستجد بين "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل"، أو تحالف حزبي "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" في بعض الدوائر الانتخابية، من دون أن تتضح حتى الساعة إلى من ستميل كفة الأغلبية النيابية في البرلمان المقبل.

عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" وليد الأشقر يقول لـ"سبوتنيك"، إن "قانون الانتخابات الحالي فرض تحالفات انتخابية وليس تحالفات سياسية أو على برامج انتخابية، التيار يسعى لأن يكون لديه مرشحين على كافة الأراضي اللبنانية، بسبب القانون الحالي في بعض المناطق وجب علينا أن نكون متحالفين مع أفرقاء سياسيين آخرين، لربما نلتقي معهم على جزء من الأفكار التي نعرضها في برنامجنا الانتخابي أو لا نلتقي معهم، على هذا الأساس حصل التحالف على مستوى كل لبنان مع عدد من القوى السياسية"، مضيفاً: "نلتقي مثلاً مع "حزب الله" على عدد من النقاط وحليف الحزب "حركة أمل" نختلف معه على نقاط معينة ولكن التحالفات الانتخابية فرضت أن نكون معهم على نفس اللائحة، لدينا تحالفات مع المستقلين في عدد كبير من المناطق إضافة إلى 19 مرشح حزبي في "التيار الوطني الحر" وتالياً لدينا مروحة تحالفات واسعة من حزبيين إلى مستقلين إلى أحزاب أخرى نتحالف معها وعلى هذا الأساس نخوض هذه الانتخابات على أمل الحصول على أكبر مقاعد نيابية في المجلس النيابي القادم رغم كل الحملات التي يتعرض لها التيار".

وأشار إلى أن "الإحصاءات تدل على أن التيار سيحظى بكتلة نيابية وازنة ولربما تكون الكتلة النيابية الأكبر في المجلس النيابي القادم"، لافتاً إلى أن "أهم الخطوط العريضة لبرنامج التيار محاربة الفساد وتتوزع في هذا الموضوع عدة نقاط، ولدينا خطة اقتصادية شاملة للخروج من الأزمة الاقتصادية وكيفية إنعاش الاقتصاد اللبناني، والملف الصحي يحظى باهتمام إضافة إلى ملفات أخرى".

عناوين انتخابية من وحي الأزمة الاقتصادية وتحالفات مرحلية في لبنان

© Sputnik . Zahra Al Amir

من جهة أخرى، يقول مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" صالح حديفة لـ"سبوتنيك"، إن "لوائح الحزب أعلنت كلها، في الجبل هناك تفاهم انتخابي مع حزب "القوات اللبنانية" وحزب "الأحرار" وبعض الشخصيات المستقلة على المستوى المسيحي والسني بالإضافة إلى مرشحي الحزب، وفي البقاع الغربي هناك تفاهم انتخابي مع شخصيات سنية وبعض الشخصيات الشيعية والمسيحية، وفي بعبدا هناك تفاهم مع "القوات اللبنانية" و"الأحرار" وبعض الشخصيات المستقلة الشيعية".

وفي العناوين الانتخابية المطروحة قال حديفة إن "هناك توازياً في العمل على مستويين، المستوى الأول هو المستوى السياسي بما يعني السيادة تحديداً الإتجاه الوطني في منع سيطرة محور إيران على البلد وفرض الهيمنة المطلقة على قراره وفي الموضوع الاقتصادي المعيشي لأن المواطنين يعيشون حالة يأس وإحباط وبأزمة كبيرة بمختلف المستويات المعيشية وهنا يجب البدأ بالضغط باتجاه إقرار الإصلاحات وخطة التعافي مع صندوق النقد والإصلاحات بالكهرباء وفي غيرها من الملفات الحياتية".

إلى ذلك، يقول المرشح في لائحة "بيروت التغيير" محمود فقيه لـ"سبوتنيك"، إن "الترشح للإنتخابات يأتي انطلاقاً من مسؤولية ورغبة في المواجهة والتغيير، لأنه لا يمكن أن نبقي البلد بين أيدي الميليشيات والمافيات من دون أي مواجهة".

عناوين انتخابية من وحي الأزمة الاقتصادية وتحالفات مرحلية في لبنان

© Sputnik . Zahraa Al Amir

وأضاف:"يوجد أمل أو لا يوجد هو كفيل بالنتيجة في صناديق الاقتراع، وسنة بعد سنة نلاحظ أن هناك وعي تراكمي لدى الشعب تجعله ينفر من الأحزاب الموجودة في السلطة"، مشيراً إلى أن "الأولوية اليوم هي للوضع الاقتصادي وهموم الناس ومعيشتهم هذا هو الهم الأساسي، وأموال المودعين هي شغلنا الشاغل لأن المواطن يعاني من مجاعة في لبنان، ولا يمكن التحدث معهم بعناوين أخرى غير هذه العناوين كأولوية"، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من الإصلاحات وبلدنا لا يوجد فيه أبدا أي إنماء لا على صعيد النقل والصحة والتعليم وحتى على الصعيد الثقافي فنحن نفتقد للصروح الثقافية والمساحات العامة، البرنامج الانتخابي كبير لأننا نفقتد إلى كل شيء".

أما المسؤول الإعلامي المركزي في حركة "أمل" رامي نجم فيؤكد على أن "التحضيرات متواصلة على كل المستويات للإنتخابات النيابية، ويمكن القول إن هناك استنفار على مستوى الحركة من أجل العمل بالماكينة الانتخابية".

وأوضح في حديث لـ"سبوتنيك" أن "تحالف "حركة أمل" الأساسي والاستراتيجي والثابت هو مع "حزب الله" وفي بعض الدوائر ينضم إلينا الأحزاب التي لديهم بعد وطني وآراءهم السياسية التي يعبرون عنها تتماشى معنا".

عناوين انتخابية من وحي الأزمة الاقتصادية وتحالفات مرحلية في لبنان

© Sputnik . Zahraa Al Amir

وعن تحالف "حركة أمل" مع "التيار الوطني الحر" قال نجم، إن "التحالف الحاصل هو تحالف انتخابي، وكحركة نحن دائماً نقول إنه ليس لدينا أعداء لدينا خصوم في السياسة، ولا نحب أن يكون هناك عزل لأي مكون سياسي أو إلغاء له ونلعب دائماً الدور الوسطي بين الجميع".

عناوين انتخابية من وحي الأزمة الاقتصادية وتحالفات مرحلية في لبنان

© Sputnik . Zahraa Al Amir