مراقبون: اقتحام إسرائيل مخيم جنين محاولة لطمس معالم جريمة قتل شرين أبو عاقلة

رغم مقتل الصحفية الفلسطينية شرين أبو عاقلة، لا تزال الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة، وذلك على وقع الاقتحام الذي نفذته الشرطة الإسرائيلية في مخيم جنين، ما تسبب في وقوع إصابات.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن مجمل الإصابات التي وصلت المشافي في جنين بلغ 13 إصابة، بينها إصابة حرجة في البطن وأخرى في الصدر، و5 إصابات متوسطة، و6 إصابات بين الطفيفة والمتوسطة خلال الاقتحام الإسرائيلي للمخيم.

وقال مراقبون إن اقتحام إسرائيل لمخيم جنين، محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومحو معالم جريمة مقتل شرين أبو عاقلة، من أجل التهرب من المسؤولية أمام ضغوط المجتمع الدولي.

اقتحام جنين

أفاد شاهد عيان، اليوم الجمعة، بأن قوات الجيش الإسرائيلي قامت بقصف أحد منازل مخيم جنين في الضفة الغربية بقذائف "إنيرغا".

وقال الشاهد في وقت سابق لوكالة "سبوتنيك"، إن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت القذائف على منزل عائلة الدبعي في مخيم جنين لإجبارهم على تسليم أنفسهم".

وأوضح أن القوات الإسرائيلية تحاصر المنزل منذ الصباح، وذلك لاعتقادهم بأن عناصر من المقاومة الفلسطينية يتحصنون داخله.

يأتي ذلك في وقت أصيب فيه شاب برصاص الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها مخيم جنين، شمال الضفة الغربية.

وكان فلسطينيون قد تصدوا لاقتحام القوات الإسرائيلية، في المخيم، حيث اندلعت اشتباكات بينهم، قبيل اقتحام الجيش منطقة المنزل في مخيم جنين.

فيما نشر الجيش الإسرائيلي القناصة في عدة مواقع وعلى أسطح المنازل، وسط مواجهات عنيفة ومستمرة أطلقت خلالها الرصاص الحي باتجاه المواطنين، ما أدى لإصابة شاب.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مدير مستشفى ابن سينا في المدينة، جاني جوخة، وصول شاب مصاب برصاصة في بطنه، وأن المستشفى يجري له الإسعافات اللازمة.

وأضافت أن المصاب هو الأسير المحرر داود الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي.

طمس الحقيقة

اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن محاولة الاحتلال اقتحام مخيم جنين جاء لطمس الحقيقية وتدمير ساحة الجريمة التي قتلت فيها شيرين أبو عاقلة من أجل إخفاء كل معالم الجريمة وخصوصا الطلقات التي أصابت الجدار والأشجار والتي تظهر مسار الرصاصات ومصدر إطلاقها.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، وكانت إسرائيل قد أعلنت عن وصول فريق أمني لمكان مقتل الصحفية الفلسطينية، وهذا الاقتحام يسعى لتدمير أدلة الإدانة من أجل محاولة الإفلات من العقاب.

وأكد أن اغتيال شرين جاء بأوامر واضحة ومباشرة من قبل الكابينيت الإسرائيلي كونها ساهمت في فضح جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "الاحتلال يحاول المراوغة وعدم الاعتراف بالمسؤولية عن هذه الجريمة".

وطالب الأيوبي بضرورة التحرك القانوني بشكل عاجل لدى المحاكم الدولية، لمعاقبة القيادات الإسرائيلية والعسكرية وتحميلها مسؤولية هذه الجريمة البشعة بحق الصحفيين والفلسطينيين.

تغطية إسرائيلية

بدوره اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن اقتحام الجيش إسرائيل لمخيم جنين، جاء للتغطية على انتهاكاته، والجريمة التي ارتكبها بحق الصحفية شرين أبو عاقلة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، اغتيال أبو عاقلة ليست المرة الأولى، إسرائيل اعتدت سابقًا على عشرات الصحفيين، وبيان نقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي فند حجم الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، تؤكد أنه ماض في جرائمه، وفي انتهاك كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحرية الصحفيين، ومنع استهدافهم أثناء الحروب والصراعات.

وتابع: "الصحفي جزء من المعركة بالنسبة للاحتلال، واستهدافه للصحفيين يريد من خلاله أن يقتل الصورة الحقيقية، ويقتل الصوت والشاهد على الحقيقية، لا سيما شرين أبوعاقلة، وهي من أنشط الصحفيين الفلسطينيين، وتعمل منذ 25 عامًا مع الجزيرة، وقامت بتغطية صحفية لكل الأحداث في فلسطين ووثقت الانتهاكات الإسرائيلي".

ويرى شعث ضرورة عدم التعامل مع قضية شرين على أنها القضية الأساسية، فهي جزء صغير من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل بهذه الفاجعة كانت تريد منع الصحفيين من دخول منطقة جنين خلال اقتحامها، باعتبارها منطقة أمنية وعسكرية.

ملاحقة دولية

في السياق قال الدكتور جمال نزال، إن "اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين يؤكد أن لديه مشروع إرهاب وترويع الشعب الفلسطيني، الاحتلال مريض نفسيًا يسعى لنشر حالة من السقم والإعياء بين أبناء الشعب، لكنه فشل في هذا المخطط على مدار 100 عام، بفضل الصمود والقوة والإيمان بعدالة القضية من قبل الشعب الفلسطيني.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إسرائيل تقتحم المخيم سعيًا منهم لكسر شوكة الشعب الفلسطيني في هذه البؤءة التي اكتوت فيها إسرائيل عام 2002، في مواجهة الأمن الفلسطيني والمقاومة التي كانت تقودها حركة فتح وقتها.

وأكد أن تشييع جثمان الصحفية شرين أبو عاقلة، تجاوز حدث الجنازات، وكان كالانتفاضة الشعبية، انتفاضة شرين، مشيرًا إلى أن إسرائيل على موعد لملاحقة على ساحات القضاء العالمية في الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، بسبب ارتكابها هذا الخطأ الغبي في قتل صحفية آمنة غير معتدية على أحد.

وتدور الاشتباكات في جنين منذ أيام، ردا على "العمليات التخريبية التي قام بها فلسطينيون في الآونة الأخيرة"، على حد تعبير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وقد أطلقت القوات الإسرائيلية النار على الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة"، أثناء تغطيتها لمحاولة اقتحام جنين، حيث قتلت برصاصة في الرأس، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.