"سبوتنيك" تستطلع آراء نواب البرلمان اللبناني حول الاستحقاقات الدستورية المقبلة

يستعد البرلمان اللبناني الجديد لإنجاز استحقاقات مهمة بعد إنجاز الاستحقاق الأول المتمثل بانتخاب رئيس جديد ونائب رئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس، وسط انقسامات سياسية حادة تنذر بالتعطيل.

ويمثل تشكيل حكومة جديدة استحقاقا مهما للبدء بمسار الإصلاحات وإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والنقدية غير المسبوقة.

وقال النائب في البرلمان اللبناني، عضو "اللقاء الديمقراطي" بلال عبد الله لـ"سبوتنيك"، إن "هناك جبهة متراصة وموحدة وهي جبهة الثامن من آذار بما معناه جوقة "حزب الله" وحلفائه، وتشتت في الجهة الأخرى وهذا كان واضحاً نتيجة التصويت على نائب رئيس مجلس النواب، وسيؤثر ذلك على موضوع تشكيل الحكومة".

وأشار إلى أنه "يجب العمل بالحد الأدنى على تعزيز القواسم المشتركة بين القوى الأخرى السيادية إن صح التعبير"، لافتاً إلى أن "تشكيل الحكومات في لبنان دائماً صعب ولا مرة كان سهلاً وهذه المرة سيكون أصعب لأننا على أبواب انتخابات رئاسة جمهورية لذلك لست متفائلاً في أن يكون هذا الموضوع ميسراً وسهلاً في ظل التعقيدات الحاصلة أخيراً".

كذلك أكد عبد الله أن "الأولوية هي معالجة أمور الناس الاقتصادية الاجتماعية والإصلاحية في ملف الكهرباء والملف المالي وحماية الأمن الاجتماعي والصحي للمواطن".

من جهته، اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أشرف بيضون، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "نتائج الانتخابات التي جرت يوم أمس أكدت على الحاجة الإلزامية للتوافق بين كل الكتل النيابية، وأثبت أن الأكثرية في مجلس النواب غير متوفرة عند طرف معين وبالتالي نحن ملزمون بالتوافق لمصلحة لبنان العليا وعلينا أن نكون موضوعيين في مقاربة هذه الاستحقاقات الدستورية"، مضيفاً: "يوم أمس بدأنا بتشكيل هيئة مكتب المجلس ومطلع الأسبوع القادم سنكمل هذا الاستحقاق من خلال اللجان النيابية وتشكيلها وسيليها فوراً استحقاق لا يقل أهمية عن هذا الاستحقاق وهو تأليف الحكومة وهو محطة مفصلية يجب أن نعمل بيد واحدة لمصلحة لبنان والمواطنين وتخفيف آلامهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان".

أوضح أن "اليوم علينا أن نتعالى عن كل الخلافات الجانبية التي لا تخدم أحد لإجراء الاستحقاقات الدستورية التي تشكل بوابة عبور لمعالجة خطة اقتصادية ومقاربة الملفات الاقتصادية والإدارية والإنمائية، نحن في صراع مع الوقت ويجب مضاعفة العمل المشترك لتخفيف الآلام عن الناس من خلال وضع خطة اقتصادية".

كما حذر بيضون من "المناكفات السياسية"، معتبراً أن "كل القوى السياسية التي تجتمع تحت قبة البرلمان سواء القوى السياسية التقليدية أو الكتل النيابية التي دخلت حديثاُ أوما سمي بالتغيير أعتقد جميعاً سنكون واعين لمصلحة لبنان وأن الأمر يتطلب السرعة في إنجاز هذه الملفات الدستورية لأن الوقت الذي نعيش فيه لا يستحمل الترف".

بالمقابل رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم أن "انتخابات أمس انعكاس غير صحيح لثقة وخيارات الناس لأن الخيارات أعطت أكثرية في المجلس النيابي معاكسة تماماً لمشروع "حزب الله" وحلفائه وأعوانه، ولذلك أمس في جلسة مجلس النواب كان التمثيل معاكس تماماً ولا يشبه رأي الشعب اللبناني وقد حدثت عملية تركيبات ومحاصصات بين ثنائي "حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني الحر" وبعض أعوانهم في وقت الأطراف الممثلة للأكثرية الشعبية غير منظمة وغير متفقة على خطوة واحدة، وبالنسبة لـ"القوات اللبنانية" فقد أعطت المجال للقوى التغييرية بأن تتفق على خطة واحدة ومرشحين لنائب رئيس مجلس النواب ولمكتب المجلس ولكن هذه المجموعات التغييرية كانت غير ناضجة وغير مستعدة بعد لوضع تفاهمات والتوحد على أسماء معينة لذلك واجهت الانتخابات أمس بضعف وتشرذم وفقدانها لتصور معين".

ورأى كرم في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "هذا الواقع إذا امتد لتسمية رئيس حكومة ولإعطاء الثقة لمجلس الوزراء أو حجبها فيفسحون المجال للسلطة التي كانت متحكمة في لبنان أن تبقى متحكمة، وتمديد للسلطة المتسلطة التي هي فريق "حزب الله" وتمديد لمعاناة الشعب اللبناني".

وأضاف: "من هذا المنطلق "القوات اللبنانية" حاولت دائماً أن تتفاهم مع القوى التغييرية فور دخولها إلى مجلس النواب واليوم نحاول أن نستمر معهم بالتنسيق لنكون كتلة واحدة في مقاربة الاستحقاق الحكومي".

وشدد كرم على أن "هناك الكثير من التحديات والأولويات أولها مشاريع وبرامج واقتراحات إصلاحية لإنقاذ لبنان".