بعد فوز بري بولاية سابعة... تحديات كبيرة أمام البرلمان اللبناني

فاز رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، بانتخابات رئاسة مجلس النواب للمرة السابعة على التوالي بعد حصوله على خمسة وستين صوتاً من أصوات نواب البرلمان.

ومع تسلم البرلمان الجديد مهامه بشكل رسمي، تبرز جملة من التحديات أمامه، تبدأ مع تسمية رئيس جديد للحكومة من خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي من المفترض أن يدعو لها رئيس الجمهورية ميشال عون خلال وقت قريب.

وشهد البرلمان اللبناني دخول وجوه جديدة إلى حرمه لا سيما من يعرفون بنواب "قوى التغيير" الذين امتنعوا عن التصويت لبري لرئاسة المجلس.

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين لـ"سبوتنيك" إن "الرئيس نبيه بري فاز برئاسة مجلس النواب بالحد الأدنى القانوني للأصوات، ولو لم ينل 65 صوتاً لما أعلن فوزه من الأكثرية المطلقة رئيساً للمجلس".

وأضاف: "لم يتبدل أي شيء في المشهد، ومادام أن الرئيس بري المرشح الشيعي الوحيد ومرشح الثنائي الشيعي فهو أحد أطراف الترويكا الرئاسية، ولا أعتقد أن ذلك سيغير شيئاً مادام رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا والرئيس بري نفسه في مجلس النواب، فإن استمرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سواء كان رئيساً لحكومة تصريف أعمال أم كلف بتشكيل الحكومة الجديدة أي أن الترويكا التي حكمت منذ 10 أيلول/ سبتمبر 2021 ما زالت نفسها في السلطة".

وأشار شاهين إلى أن "حدث اليوم يؤسس لما هو أصعب، استحقاق اكتمال هيئة مكتب مجلس النواب اليوم هو الاستحقاق الأضعف من بين مسلسل الاستحقاقات الدستورية التي تلي الانتخابات النيابية العامة التي جرت في أيار/ مايو، مجلس النواب سيكون جاهزاً بكامل هيئته الإدارية ومواصفاته الدستورية لخوض استحقاقين مهمين، الأول هو استحقاق تسمية الرئيس الذي سيشكل الحكومة وهو أمر بات رهناً بدعوة رئيس الجمهورية النواب إلى الاستشارات النيابية الملزمة على أن يتولى الرئيس المكلف عملية تشكيل الحكومة".

كما أوضح أن "مهمة تشكيل الحكومة ليست سهلة ما لم تكن هناك تفاهمات عميقة قد عبرت عنها جلسة اليوم بنيل الرئيس بري الحد الأدنى من الأصوات يعني إذا كان هناك صفقة تمت اليوم بين الثنائي الشيعي و"التيار الوطني الحر" قد نأتي برئيس حكومة ب 65 صوتاً كافية في الاستشارات النيابية الملزمة وكافية لإعطاء الثقة للحكومة في المرحلة المقبلة، إلا أن دون هذا السيناريو مخاطر عديدة وعقبات صعبة وقد يكون الاستحقاق صعباً ومهمة تشكيل الحكومة مهمة صعبة للغاية وستزداد صعوبتها عندما نقترب من المهلة الدستورية للحديث عن الاستحقاق الرئاسي وهو استحقاق محاط بالكثير من الغموض وما يؤشر نتيجة المناكفات السياسية أننا قد ندخل مرحلة من الفراغ".

ورأى شاهين أنه "من اليوم 50% ترجيحاً نحو شغور رئاسي و 50% نحو إتمام الاستحقاق الدستوري في مواعيده ولا نستطيع الحسم من الآن لأن الموضوع ليس بيد اللبنانيين ولا بيد أعضاء مجلس النواب بل يطبخ في الخارج ويوضع النص ليتم الإخراج على الساحة اللبنانية".

وأكد أن "مخاطر الشغور الرئاسي لا تحصى ولا تعد والأمور لا تقف عند الأمور الإدارية والسياسية والمناكفات السياسية بل هناك وضع اقتصادي واجتماعي خطير ينذر بثورة وبما هو أسوأ".