وأضاف السبع، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن وصول القضية الفلسطينية إلى أفق مسدود، وطرح صفقة القرن، دفع قيادة حركة "حماس" للتقدم خطوة نحو سوريا، من أجل تدارك تبعات الصفقة على القضية الفلسطينية وسوريا.
ولفت إلى أن قيادة حركة حماس اتخذت خطوات بالتخلص من تبعات الربيع العربي، عبر الانفتاح على مصر، كما أنها أجرت حوارا عميقا مع تيار الإصلاح الديمقراطي الذي يتزعمه القيادي الفلسطيني محمد دحلان، لتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، والأن تعمل على فتح خطوط الاتصال مع دمشق للخروج من عزلتها، وعودة العلاقات إلى ما قبل الربيع العربي.
وأكد أن حديث هنية حول سوريا، مؤشر واضح على أن "حماس" تجري مراجعة داخلية حول ما آلت إليه الأمور بعد سنوات الربيع العربي، حيث دفعت القضية الفلسطينية الثمن الأكبر بعد تراجع الاهتمام الدولي بها، بجانب خروجها من دمشق التي تمثل لها الحاضن والجغرافيا والداعم الأساسي لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، كما أن محمود الزهار ويحيى السنوار لعبا دورا إيجابيا نحو الانفتاح على دمشق.
وشدد المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوري على أن سوريا بدأت تحصد في السياسة ما حققه الجيش العربي السوري في الميدان، فالقيادات الكردية، التي شجعت على التظاهر ضد الحكومة السورية بعد أحداث درعا عام 2011، وبدأت ترسل إشارات إلى دمشق من أجل التحاور مع الحكومة السورية وفتح صفحة جديدة مع الرئيس بشار الأسد.
وأشار السبع إلى أن القيادة السورية لم توصد الأبواب يوما بوجه أي فصيل فلسطيني مقاوم، بل استقبلت اللاجئين الفلسطينبين بعد نكبة 1948، وكانت من أوائل الدول العربية التي دعمت أحمد الشقيري، وافتتحت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، وخاضت 4 حروب كان من نتائجها خسارة الجولان، بخلاف قناعة قادة دمشق أن سوريا تدفع الأن ثمن رفضها طلبات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من الرئيس السوري بشار الأسد إبعاد حركة حماس وفصائل المقاومة عن دمشق عام 2003.
وأردف: "المعارك في درعا والجنوب السوري وإدلب ستنتهى عاجلا أم آجلا، ولكن الصراع مع إسرائيل لن يتوقف، خاصة أن القضية الفلسطينية لم تحل، وأن الجولان ما زال يرزح تحت الاحتلال، مضيفا: "من هنا أعتقد أن برغماتية القيادة السورية بالتعاطي مع الملفات ستدفع نحو طي صفحة الماضي، وترتيب الأوراق الفلسطينية من جديد لمواجهة صفقة القرن الأمريكية".
وألمح المحلل السياسي إلى أن التقارب بين "حماس" ودمشق، سيسقط فكرة أن الصراع في سوريا، بين السنة والشيعة أو بين السنة والعلويين، كما سيقلق إسرائيل والمعارضة السورية، التي استخدمت قضية اليرموك في وجه النظام السوري، مضيفا: "هذا التقارب سيؤهل حركة "حماس" للعب دور الوسيط بين الحكومة السورية وبعض الفصائل السورية، ويتيح لها تقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية وبعض عواصم القرار المتحالفة مع "حماس"، لذلك فالمنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من خلط الأوراق، الرابح الوحيد فيها هو الرئيس السوري بشار الأسد.