في الطريق من "تلول الأسر" إلى السويداء، لم تتوقف عن ذرف الدموع، فها هي تسير نحو حريتها، بينما لا يزال ولدها الشاب مهند ذوقان أبو عمار، ابن الـ 19 عاما، أسيرا لدى "داعش"، وهي لم تعرف عنه شيئا منذ إبعاده عنها بعد عشرة أيام من أسرهما، بحجة إخضاعه لدروس الشريعة الوهابية.
وصلت السيدة رسمية مع سيدة أخرى وأربعة أطفال، في العشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى ساحة المحافظة في السويداء حيث كانت حشود غفيرة تنتظر وصولهم للاحتفال بحريتهم، لتعلم لحظة وصولها أن ولدها المحبوب أعدم على يد التكفيريين منذ شهرين ونصف الشهر.
بالعودة في الزمن قليلا، في الخامس من شهر آب/أغسطس الماضي، اغتيل في ريف حماة، العالم السوري عزيز إسبر، الذي لم يسمع باسمه معظم السوريين إلا في ذلك اليوم، والذي أشارت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية إلى علاقة جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله، وفي توقيت الانفجار الذي استهدف سيارة العالم إسبر، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن تنفيذه حكم الإعدام ذبحاً بالشاب مهند ذوقان أبو عمار "طالب البحوث العلمية" المختطف في تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية، لينضم "العالمان" إلى قافلة طويلة من علماء سورية الذين تم اغتيالهم بشكل ممنهج ومدروس خلال سنوات الحرب التي تتعرض لها البلاد منذ عام 2011، لصالح أجهزة استخبارات معادية.
"سبوتنيك" زارت الأم الثكلى رسمية أبو عمار وقدمت لها التعازي برحيل ابنها العالم مهند، واستمعت منها (في الفيديو التالي) إلى قصة 87 يوما من الأسر والعذاب.