وبحسب الخبراء فإن رغبة كبيرة نحو الهجرة تعم الشارع اللبناني، إلا أن القيود المفروضة بسبب أزمة كورونا وكذلك الأزمة الاقتصادية تحد من الخيارات.
يشير الخبراء إلى أن الأمر انعكس على اللاجئين السوريين في لبنان الذين يرغبون في العودة إلى سوريا في الوقت الراهن، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية ومخاوف اندلاع حرب جديدة.
وقالت يونس في حديثها لـ"سبوتنيك"، إن هجرة النساء ارتبطت في الماضي برفقتها مع زوجها أو أفراد عائلتها، إلا أنه في الفترات الأخيرة تزايدت هجرت الفتيات دون رفقة الأهل أو الزوج.
تمثل النساء أكثر من نصف المهاجرين الدوليين في العالم، حيث يصل عدد المهاجرات إلى 95 مليون مهاجرة يعانون من تحديات ومخاطر تواجههم لجهة السفر إلى بلاد جديدة.
من ناحيته قال المحلل السياسي اللبناني حسن حردان، إن مطالب الهجرة في الوقت الراهن تضاعفت بشكل كبير، خاصة مع ارتفاع نسب البطالة، وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن أزمة كورونا انعكست بالسلب بدرجة كبيرة على الشارع اللبناني ما دفع الكثير من الشباب للتفكير في الهجرة خاصة بعد تعطل الاقتصاد إثر أزمة كورونا.
يشير حردان إلى أنه مع تطلع الأغلبية للهجرة والبحث عن فرص العمل في الخارج، إلا أن مؤشرات البطالة عالميا تحد من فرص اللبنانيين، خاصة أن معظم الدول تعطلت بعض قطاعاتها وارتفعت نسب البطالة لديها.
ويرى أن الأغلبية من اللاجئين يسعون للعودة إلى سوريا، خاصة أن المساعدات الأممية لن تتوقف بعودتهم.
من ناحيته قال الدكتور أيمن عمر الخبير الاقتصادي اللبناني، إن الموجة الثالثة من الهجرة تقرع الأبواب مع بدء الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية الكارثية الخطيرة.
تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية لنحو 6 أضعاف وخفّض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية بحوالي 80%، ينبئ بازدياد معدلات الفقر لتتخطى 70% من الشعب اللبناني، مع معدلات بطالة تتجاوز بحسب التقديرات لـ 60% بالتماهي مع انسداد الأفق في حلّ قريب لعلاج الأزمة، جميعها عوامل تشير إلى ارتفاع معدل الهجرة خلال الفترة الراهنة.
وأشار إلى أن المفجع في المسألة أن السلطات الحاكمة غائبة عن الوعي في التعاطي الجديد مع الأزمة وفي اجتراح الحلول المناسبة، أقلها للجم الانهيار إذا لم نقل في علاج الأزمة من جذورها.
تأثير اللاجئين السوريين
وشدد عمر على أن اللاجئين السوريين في لبنان تلظوا ببعض شظايا الأزمة الحالية، ولكن بدرجة أقل بسبب المساعدات الدولية بالدولار، وكذلك لا يتحملون نفس أعباء المواطنين اللبنانيين من كهرباء وتعليم وغيرها.
وفيما يتعلق بخيارات الهجرة يرى أنها محدودة أمامهم نوعا ما، وأن البعض منهم يسعى للعودة إلى بلاده مع استتباب الأمن.
وأشار إلى أن ظهور وانتشار جائحة كورونا يحدّ من إمكانية هجرة اللبنانيين بسبب العقبات التي تفرضها جميع الدول إلى الوافدين إلى أراضيها، مع خشية فتح المجال للهجرة أمام فريق واحد فقط في لبنان، وبالتالي مزيد من اختلال التوازن وفقدان لبنان ميزته التعددية.