ويحرص سكان القطاع الذين يسافرون للخارج على حضور الأفلام في السينما التي حرموا منها منذ زمن بعيد، فلا دور سينما في القطاع، ولا أفلام تحتوي على أي مشاهد تعتبرها حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع "مخلة بالآداب".
ويقول خليل المزين مدير مهرجان "السجادة الحمراء" لـ"سبوتنيك":
إنه لم يكن يتصور هذا الإقبال الجماهيري على المهرجان الذي كان من المخطط له أن يقام في ميناء غزة البحري، "لإيصال رسالة للعالم أن 2 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ عشر سنوات يريدون التنفس".
"بدنا نتنفس" هذا هو اسم المهرجان الذي كان قبلة للكثيرين من سكان القطاع، كباراً وصغاراً. لكن مراسل "سبوتنيك" الذي تابع المهرجان على مدار خمسة أيام، لاحظ أن الشبان من كلا الجنسين كانوا أكثر الفئات إقبالاً على عرض الأفلام.
ويقول محمد الذي جاء مع قريباته لحضور فيلم "يا طير الطاير" الذي يروي حكاية الفنان الفلسطيني محمد عساف، إنه حرص على القدوم ليشاهد السينما لأول مرة، ورغم أنه يعرف أن السينما تختلف بعض الشيء عما يعرض، إلا أنه راض بهذه العروض التي تلبي رغباته في ظل الحصار الخانق على غزة.
ويضيف:
أنا شاب تخرجت من كلية الإعلام، ولا أجد عملاً، حرصت على الحضور وأتابع الأفلام التي تعرض على مدار خمسة أيام، حتى أستطيع معرفة كيف يفكر العالم والمخرجين من حولنا، عسى أن نستطيع إنتاج أفلام فلسطينية تشارك في المهرجان العالم المقبل.
ولم يكن محمد الوحيد الذي حرص على الحضور، فأحمد يونس يقول لـ"سبوتنيك" إنه كان يتمنى أن يكون العرض في مكان مفتوح كما كان في العام الماضي، فالقاعة امتلأت بالحضور، وبات من الصعب الاستمتاع بعرض الأفلام، التي تنوعت مضامينها واختلفت أماكن إنتاجها وجنسيات مخرجيها.
وكان مهرجان "السجادة الحمراء" في نسخته الأولى العام الماضي عرض وسط حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي دمرته إسرائيل خلال حربها الأخيرة على القطاع، وبسطت حينها السجادة الحمراء وسط الحي، ومشى عليها أصحاب البيوت المدمرة.
ورغم منع أجهزة الأمن في غزة إقامة المهرجان في ميناء غزة، إلا أن السجادة الحمراء بسطت وسط المدينة ومشى عليها فقراء وشبان عاطلون عن العمل، وعمال وغيرهم من سكان القطاع، ولم يستطع أي من المشاهير الحضور بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنع الدخول أو الخروج من قطاع غزة.
وعرض خلال المهرجان 12 فيلما روائياً و17 فيلماً وثائقياً و30 فيلماً قصيراً بين روائي ووثائقي و7 أفلام رسوم متحركة من جميع أنحاء العالم.
ويقول المخرج المزين إنه تجنب عرض أي من الأفلام المثيرة للجدل، أو تلك التي تحتوي على مشاهد "مثيرة"، ويضيف أن:
"جميع الأفلام التي تم عرضها خلال أيام المهرجان، عرضت مسبقاً على وزارة الثقافة التابعة لحركة "حماس".
ويشير المزين أنه قام بقطع مشاهد التقبيل، في الأفلام التي تحتوي على هذه المشاهد، وخاصة في فيلمه الخاص "سارة"، وهو فيلم روائي طويل، تدور قصته حول طاقم فيلم يحاول أن يصنع فيلماً عن مقتل امرأة.