أزاح السفير الروسي لدى القاهرة سيرغي كيربيتشينكو، اليوم الثلاثاء، 6 ديسمبر/ كانون الأول 2016، الستار عن تمثال ونصب تذكاري، للموسيقار الروسي العظيم نيكولاي ريمسكي — كورساكوف، في دار الأوبرا المصرية، بالقاهرة.
وبدأت الاحتفالية، التي أزيح خلالها الستار عن التمثال، في دار الأوبرا المصرية، بكلمة ألقتها د. إيناس عبد الدايم، رئيسة دار الأوبرا، وأكدت فيها على عمق العلاقات التاريخية بين كل من مصر وروسيا، حيث أن المصريين مرتبطون بشدة بالتراث والأدب الروسي، ومعظم الروايات الروسية أصبحت معروفة ومخلدة لدى الشعب المصري.
© Sputnikالسفير الروسي في القاهرة
السفير الروسي في القاهرة
© Sputnik
ومن جانبه، أبدى الفنان الدكتور أسامة السروي، صانع التمثال، ابتهاجه بالمناسبة، مؤكداً أن الشعبين المصري والروسي يرتبطان بروابط وثيقة، كما أن ريمسكي — كورساكوف كان من الفنانين والموسيقيين المميزين، الذين يستحقون أن تخلد أعمالهم داخل دار الأوبرا المصرية، أحد أهم رموز الموسيقى في مصر والعالم كله.
ويعد التمثال إهداء من الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، والفنان النحات صانع التمثال الدكتور أسامة السروي، وهو الإهداء الثاني لدار الأوبرا المصرية بعد تمثال "تشايكوفسكي".
ودرس نيكولاي ريمسكي — كورساكوف، بين عامي 1856 و1862 في الأكاديمية البحرية في سانت بطرسبرغ، وانضم بعدها إلى مجموعة من الموسيقيين الذين عُرفوا فيما بعد باسم الخمسة، وكان له الفضل في التعريف بالمدرسة الموسيقية الروسية في المعرض الدولي الذي أقيم في باريس عام 1889، حيث تجلت من خلال أعماله الأوركسترالية موهبته في ضبط الإيقاعات.
اقتبس ريمسكي — كورساكوف موضوعاته من المايثولوجيا الروسية (ما قبل فترة دخول المسيحية)، وحاول أن يعود بالموسيقى إلى الأصول الشعبية (الفولكلورية والأناشيد الدينية الأرثوذكسية)، وكان ذلك أحد مبادئ مجموعة الخمسة، التي كانت تضم عددا من المؤلفين الروس المقيمين بباريس.
ولعل من أكثر أعمال ريمسكي — كورساكوف شهرة، هي الموسيقى المعروفة باسم "شهرزاد"، والتي بناها على أساس المايثولوجيا، في كتاب ألف ليلة وليلة، وهي المقطوعة الموسيقية التي تسمعها في معظم الأعمال الفنية التي تجسد قصص ألف ليلة وليلة في الشرق الأوسط والعالم.
وقال السفير الروسي لدى القاهرة، سيرغي كيربيتشينكو، من جانبه، إن تمثال الموسيقار الروسي الراحل العظيم نيكولاي ريمسكي — كورساكوف، الذي أزيح عنه الستار بدار الأوبرا المصرية، اليوم الثلاثاء، هو تمثال رائع لموسيقار رائع، وهو يعكس عمق العلاقات الحضارية والثقافية بين روسيا ومصر.
وأضاف السفير الروسي في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن التمثال يجسد رجلا أثر وأسهم في صناعة الموسيقى العالمية، لذلك فإن الاختيار موفق جدا للشخص صاحب التمثال، والمكان موفق جدا، فهو جدير به كإنسان.
وأوضح السفير الروسي لدى القاهرة، أن هذا التخليد للموسيقار الراحل، يمكن أن يحمل دلالة واضحة على أن هناك حرصا من الطرفين، مصر وروسيا، على المضي قدماً في تطوير العلاقات بين البلدين، في كافة المجالات، ومن بينها مجال الثقافة.