استبدل مارك زوكربرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، يوم الإثنين 9 نيسان/ أبريل، قميصه الشهير وسرواله الجينز، بسترة سوداء وربطة عنق قرمزية اللون، عندما اجتمع مع مشرعين أمريكيين، للاعتذار عن إساءة استخدام موقع التواصل الاجتماعي لبيانات مستخدميه، ولتجنب أية إجراءات قانونية محتملة.
وتسبق اعتذارات زوكربرغ، جلسات استماع اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء في الكونغرس، حيث سيواجه سؤالا بشأن كيفية تبادل بيانات 87 مليون مستخدم لـ "فيسبوك" على نحو غير مشروع مع شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي تعمل في مجال الاستشارات السياسية.
ومن المرجح أيضا أن يواجه زوكربرغ، أسئلة بخصوص الإعلانات والتعليقات التي نشرها ضباط مخابرات روس على الموقع، فيما تعتقد السلطات الأمريكية أنها محاولة للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وقال زوكربرغ في تصريحات مكتوبة نشرتها لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب أمس الاثنين: "لم تكن لدينا نظرة فاحصة لمسؤليتنا وكان ذلك خطأ كبيرا"، وتابع قائلا: "كان ذلك خطأي.. أنا آسف".
وإذا لم يقدم مارك زوكربرغ إجابات مرضية هذا الأسبوع، فإن الكونجرس سيضغط على الأرجح لسن قوانين جديدة تفرض رقابة صارمة على "فيسبوك"، واستباقا لهذه الخطوة، قالت الشركة بالفعل إنها تؤيد تشريعا جديدا سيجبر شبكات التواصل الاجتماعي على الكشف عمن يقفون وراء الإعلانات السياسية، مثلما تفعل القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية بالفعل.
الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربرغ في انتظار لقاء السيناتور نيلسون في الكابيتول هيل في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء 10 نيسان/أبريل 2018
ومن شأن تشديد الإجراءات بخصوص كيفية استخدام شركة "فيسبوك" بيانات مستخدميها، أن تؤثر على قدرتها على جذب إيرادات الإعلانات مصدر الدخل الرئيسي بالنسبة لها.
وأغلق سهم "فيسبوك" على ارتفاع نسبته 0.5 بالمئة يوم الإثنين، ولا يزال سعر السهم منخفضا 17 بالمئة عن أعلى سعر بلغه في يناير/كانون الثاني الماضي، وسط عمليات بيع أوسع في شركات التكنولوجيا.
* قضايا الخصوصية
ووصل مارك زوكربرغ إلى مبنى الكونغرس يوم الإثنين، محاطا بالشرطة وملاحقا بحشود من الصحفيين، قبل مثوله اليوم وغدا أمام ثلاث لجان هناك.
وعقد زوكربرغ اجتماعات مع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بلجنتي التجارة والعدالة في مجلس شيوخ، اللتين ستوجهان له أسئلة اليوم الثلاثاء في اجتماع مشترك، وسيواجه أيضا يوم غد الأربعاء استجوابا قاسيا أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب.
ولم يرد زوكربرغ على أسئلة الصحفيين أثناء دخوله ومغادرته مبنى الكونغرس أمس.
وتخضع ممارسات البيانات التي تطبقها الشركة لتحقيق من قبل لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية.
وعلى رأس القضايا، محل البحث في جلسات زوكربرغ بالكونجرس، تعاملات "فيسبوك" مع "كامبريدج أناليتيكا"، التي تعتبر حملة الرئيس دونالد ترامب لانتخابات 2016 من عملائها، ورفضت الشركة البريطانية تقدير فيسبوك لعدد العملاء المتضررين من تسريب البيانات.
ومن المتوقع أن يضغط المشرعون على زوكربرغ بشدة بشأن انتخابات الرئاسة الماضية، وهو ما توقعه في شهادته المكتوبة.
وقال: "من الواضح الآن أننا لم نفعل ما يكفي لمنع استغلال تلك الأدوات لإلحاق الضرر… (عن طريق) الأخبار الكاذبة والتدخل الخارجي في الانتخابات وخطاب الكراهية وكذلك (اختراق) خصوصية البيانات".
وجاء في شهادة زوكربرج أن الشركة كانت "بطيئة للغاية في رصد التدخل الروسي والرد عليه ونحن نعمل بجد للتحسن"، وتعهد بإدخال تحسينات، مضيفا أن ذلك سيستغرق وقتا لكنه "التزم بتصحيح الأمور".
وكانت "فيسبوك" كشفت في سبتمبر/أيلول عن استخدام مواطنين روس بأسماء مزيفة شبكة التواصل الاجتماعي، لمحاولة التأثير على الناخبين الأمريكيين في الأشهر التي سبقت انتخابات 2016، إذ كتبوا عن موضوعات مثيرة للجدل واشتروا إعلانات.
ووجه المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر في فبراير/شباط الماضي اتهاما لثلاثة عشر روسيا، وثلاث شركات روسية بالتدخل في الانتخابات، عن طريق إثارة الانقسام على وسائل التواصل الاجتماعي.
* حرب معلومات على الإنترنت
وقال مارك زوكربرغ في إفادته، إن استثمارات "فيسبوك" الكبيرة في الأمن "ستؤثر بشدة على استمرار أرباحنا".
وأضاف في إفادته أن "فيسبوك" لديها نحو 15 ألف موظف يعملون في مجال الأمن ومراجعة المحتوي، وأن ذلك العدد سيزيد إلى أكثر من 20 ألفا بنهاية عام 2018، وقال: "حماية مجتمعنا أهم من تعظيم أرباحنا".
وكانت شركة "فيسبوك" تقاوم هي وشركات أخرى في وادي السيليكون القوانين الجديدة التي تنظم نشاطها، لكنها أيدت يوم الجمعة الماضي تشريعا مقترحا يلزم مواقع التواصل الاجتماعي بالكشف عن هويات مشتري إعلانات حملات سياسية على الإنترنت، وطبقت عملية تحقق جديدة ممن يشترون إعلانات خاصة بقضايا مثيرة للانقسام.
وقال زوكربرغ يوم الجمعة إن الخطوات تستهدف الحيلولة، دون نشوب حرب معلومات على الإنترنت، والتدخل في الانتخابات التي اتهمت السلطات الأمريكية روسيا بممارستها، وتنفي موسكو تلك المزاعم.
وأكد مسؤول في شركة "فيسبوك" أنها استأجرت فريقا من شركة ويلمر هيل للمحاماة، ومستشارين من الخارج للمساعدة في تجهيز زوكربرغ للإدلاء بإفادته.
إن تسجيل وترخيص مستخدمي موقع "سبوتنيك" عبر حسابات الفيسبوك أو شبكات اجتماعية أخرى يشير إلى قبولهم لقواعد الموقع. يتوجب على المستخدمين الالتزام بالقوانين المحلية والدولية، واحترام المشاركين الآخرين في النقاش، والقراء والأشخاص الذين يتم ذكرهم في المنشور.
إدارة الموقع لها الحق في أن تحذف التعليقات التي تحتوي على لغات تختلف عن لغة غالبية محتوى الموقع. لدى كافة مواقع sputniknews.com باللغات المختلفة حق تحرير التعليقات.
يتم حذف تعليق المستخدم في الحالات الآتية:
إذا كان التعليق لا يتفق مع محتوى المنشور.
إذا كان التعليق يحرض على الكراهية والتمييز العنصري أو العرقي أو الجنسي أو الديني أو الاجتماعي، أو ينتهك حقوق الأقليات.
إذا كان التعليق ينتهك حقوق الأقليات، ويسبب لهم الأذى بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الإساءة المعنوية.
إذا كان التعليق يحتوي على أفكار ذات طبيعة متطرفة أو تدعو إلى أنشطة أخرى غير قانونية.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو تهديدات موجهة للمستخدمين الآخرين، أو للمنظمات بصورة تسيء إلى سمعة رجال الأعمال أو الموظفين فيها وتقلل من كرامتهم.
إذا كان التعليق يحتوي على شتائم أو رسائل تعبّر عن عدم الاحترام لموقع "سبوتنيك".
إذا كان محتوى التعليق ينتهك الخصوصية، بحيث ينشر بيانات شخصية لأطراف ثالثة دون موافقة هذه الأطراف، أو ينتهك خصوصية المراسلة.
إذا كان التعليق يحتوي على مشاهد عنف أو سوء المعاملة والقسوة تجاه الحيوانات.
إذا كان التعليق يحتوي على معلومات حول كيفية الانتحار والتحريض عليه.
إذا كان التعليق يهدف إلى إعلان تجاري، أو الترويج لإعلان سياسي غير لائق أو غير قانوني، أو أي مصادر أخرى على الإنترنت يكون محتواها ما تم ذكره أعلاه.
إذا كان محتوى التعليق يروّج لمنتجات أو خدمات لأطراف ثالثة دون علم هذه الأطراف.
إذا كان التعليق يحتوي على لغة فظة أو ألفاظ نابية أو تلميحات من مشتقات تلك الألفاظ.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، وخدمات بريدية جماعية تروّج لخطط الثراء السريع.
إذا كان التعليق يروّج لاستخدام المواد المخدرة وغيرها من العقاقير، ويحتوي على معلومات عن منتجاتها وكيفية استخدامها.
إذا كان التعليق يحتوي على وصلات لفيروسات أو برمجيات خبيثة ومضرة.
إذا كان التعليق جزءاً من عمل منظم ينطوي على كميات كبيرة من التعليقات ذات محتوى واحد.
إذا كان التعليق يحتوي على رسائل غير مفهومة وغير ذات صلة.
إذا كان التعليق ينتهك الأدب وأصول المعاملة مظهراً بذلك أي شكل من أشكال السلوك العدواني أو المهين.
إذا كان التعليق لا يتقيد بالقواعد الأساسية للغة الإنجليزية (العربية)، على سبيل المثال: الكتابة (باللغة العامية) بالأحرف الكبيرة أو عدم تقسيم المكتوب إلى جمل.
إدارة الموقع تملك الحق في أن تحظر دخول المستخدم إلى صفحة الموقع، أو حذف حسابه دون إشعاره، وذلك إذا انتهك المستخدم أو بدر منه سلوك دلّ على انتهاكه لما تم ذكره من القواعد أعلاه.
كل التعليقات
إظهار التعليقات الجديدة (0)
ردأ على(إظهار التعليق إخفاء التعليق)